بقلم فاروق جويدة
يبدو ان امام السيدة هيلارى كلينتون فرصة ان تكون أول سيدة تحكم أمريكا خاصة بعد أن تألقت فى المناظرة الاولى امام ترامب الذى بدا وكأنه بعيد تماما عن مسرح السياسة ووقع فى أخطاء عنصرية ربما أفقدته أصوات السود من أصول افريقية ومنهم الرئيس اوباما، الذى مازال رئيسا لامريكا حتى الآن..فارق الخبرة والممارسة اعطى هيلارى كلينتون التفوق فى إجاباتها ومواقفها ولا شك فى ان فارق التاريخ بين المرشحين يعطيها فرصة اكبر للوصول إلى البيت الأبيض فهى زوجة الرئيس كلينتون الذى ظل فى البيت الأبيض فترتين وكان على درجة كبيرة من النجاح خاصة فى سياسته الاقتصادية وسط عالم مضطرب كما انه ابعد أمريكا عن أزمات كثيرة ولم يكن مكروها من شعوب العالم مثل الرئيس بوش بكل خطاياه..لا شك ان بقاء هيلارى كلينتون وزيرة للخارجية الأمريكية فى فترة حرجة منحها خبرات كثيرة رغم الأخطاء التى وقعت فيها الإدارة الأمريكية فى الشرق الأوسط وما حدث من جرائم فى العراق وسوريا وليبيا فلم تكن السياسة الأمريكية على مستوى الأحداث قولا وفعلا.. بقيت أسابيع ويختار المواطن الامريكى رئيس الدولة ورغم كل الخلافات بين هيلارى كلينتون وترامب، إلا أن هناك ثوابت تحكم القرار الامريكى لأن أمريكا دولة مؤسسات وليست دولة أشخاص والرئيس فى نهاية الأمر جزء من معادلة كبيرة تتجاوز حدود المناصب.. قد تكون الفرصة أمام السيدة هيلارى اكبر من منافسها المتهور الذى فتح النار فى أكثر من اتجاه وهاجم السود وهاجم المسلمين ولم يبق فى دفاتره غير اليهود ورغم تأثيرهم الاعلامى والاقتصادى إلا أن أصواتهم اقل بكثير من أصوات السود والمسلمين فى أمريكا بقيت أسابيع قليلة ليعود الرئيس كلينتون إلى البيت الأبيض زوجا وليس رئيسا وتلك الأيام نداولها بين الناس وبين الرؤساء والأزواج والزوجات..ورغم ان المجتمع الامريكى مجتمع المال والأعمال وتلعب فيه الثروة دورا كبيرا،إلا ان أموال ترامب ربما لا تصمد امام خبرات السيدة كلينتون وثقافتها وتاريخها وربما يكون ذلك درسا لمجتمعات انقلبت فيها الموازين واصبح المال سلطانا على الجميع.