توقيت القاهرة المحلي 09:35:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شكوى الفلاح الفصيح

  مصر اليوم -

شكوى الفلاح الفصيح

بقلم-فاروق جويدة

كلنا يتذكر قصة شكوى الفلاح الفصيح فى تراثنا الفرعونى وهى تؤكد أن الذكاء الفطرى لدى الفلاح يتجاوز كل مظاهر الإهمال والتهميش..إذا كانت الحكومة قد رفعت أسعار البذور والأسمدة والمبيدات وتركت أكياس القطن الملون وغير الملون تحت سيول المطر وحرمت زراعة الأرز وهو طعام الفلاح المصرى، وأخذت منه المحاصيل الزراعية بأسعار زهيدة فأن هذا الفلاح فى محافظات كثيرة لم يعد يزرع الأرض وفضل أن يعمل أجيراً لدى ملاك الأراضى وقد وصلت يومية العامل فى الريف المصرى الآن إلى مائة جنيه يوميا وتوقف الفلاح عن تربية الدواجن  والخبز والبيض والسمن واختار أن يذهب كل يوم إلى البندر لكى يشترى العيش من الأفران والطعمية والفول، ونسى طعامه القديم من البيض البلدى والزبدة ورضى بفراخ الجمعية المستوردة ولم يعد يفكر فى إنتاج القمح أو القطن والبصل والثوم والخضار لأنه وجد الثوم الصينى والسمن الصناعى والفراخ المضروبة..عاد الفلاح المصرى مستهلكا مثل أهل المدن واكتفى بمائة جنيه ينفقها كل يوم على الطعام وما بقى منها لزوم الشاى والدخان..ووسط هذه المواجهة الصامتة بين الفلاح وأعباء الحياة وجد أن الأولاد عزوة وانه إذا أنجب خمسة أبناء فهذا يعنى انه استثمار ناجح لأن من تخرجوا من الجامعات جلسوا فى البيوت بلا عمل وان الأطفال الصغار يمكن أن يحصل كل واحد منهم على مائة جنيه يوميا، وأن خمسة أبناء يحصلون على خمسمائة جنيه وأنقذ نفسه من مطالب وأعباء الحكومة ونسى أن يكون من هؤلاء الأبناء القاضى أو المهندس أو الطبيب كما كان يحدث ذات يوم..وهنا كانت الأزمة التى فشلت جميع مؤسسات الدولة فى إيجاد حل لها وهى الزيادة السكانية، ولكن الفلاح المصرى وجد حلا لمشكلاته الخاصة ترك الأرض وربما باعها..وفضل ان يكون أجيرا عند أصحاب الأراضى وأنجب للحكومة خمسة أبناء بلا تعليم لأن الذين تعلموا لم يجدوا عملا وجلسوا على المصاطب..وبقيت كارثة الزيادة السكانية تهدد كل شىء رغم أنها بدأت فى الأسرة الريفية البسيطة التى لم تجد التعليم المناسب وفرصة العمل الحقيقية وعاد الفلاح إلى عصور قديمة حين قدم شكوى الفلاح الفصيح إلى فرعون مصر..

 

نقلا عن الأهرام القاهرية 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شكوى الفلاح الفصيح شكوى الفلاح الفصيح



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 09:10 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب تأجيل فيلم "الديب" لأحمد السقا
  مصر اليوم - أسباب تأجيل فيلم الديب لأحمد السقا

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon