بقلم:فاروق جويدة
رغم ضراوة ووحشية العدوان الإسرائيلى ، عاد الزمن للوراء، ولقّن لبنان الجيش والمقاومة إسرائيل درسًا فى الصمود وحجم الخسائر.. وصلت صواريخ حزب الله إلى قلب تل أبيب، ودمّرت عشرات المواقع العسكرية ومحطات الرادار، وأسقطت عشرات القتلى.. أعاد الشعب اللبنانى مواجهات الماضى واستطاع أن يصمد ويشارك فى إحياء قضية العرب الأولى، ويقف بكل بطولة مع الشعب الفلسطينى فى غزة.. إن لبنان يدافع عن أرضه المحتلة، ويقدّم درسًا، ويكتب تاريخًا.. وهذا ليس جديدًا، فقد حارب وصمد وجعل أطرافًا دولية كثيرة تقف بجانبه رغم دعمها لإسرائيل.. البعض يتصوّر الآن أن لبنان المعركة والصمود قد انفصل عن غزة، وهذا استنتاج باطل؛ لأن صمود غزة حتى الآن يستمد قوّته من دعم المقاومة اللبنانية.. من الخطأ أن نفصل هذه الأدوار والقوى، لأنها خاضت حربًا كاملة ضد إسرائيل ودفعت الثمن وحدها.. وحين يكتب التاريخ أحداثه ، فسوف تسبق دماء الشهداء كل الشعارات والخطب.. إن لبنان الصامد، وغزة المناضلة، وأبطال اليمن والعراق، جميع هؤلاء يكتبون تاريخًا جديدًا لأمة لم تمت بعد.. سوف يتوقّف التاريخ عند شهداء قدّموا حياتهم دفاعًا عن الأرض والوطن، وسوف يحذف التاريخ صفحات كثيرة لا تستحق البقاء.. إن ما حدث فى غزة ولبنان اخطر المعارك والحروب التى شهدها العالم فى العصر الحديث وسوف تغير كل المواقف والحسابات.. ولن يعود العالم العربى كما كان، أما وجود إسرائيل فى المنطقة فلم تعد له ضمانات لأن القادم اسوأ.