بقلم فاروق جويدة
اذا جاء الحديث عن الثقافة العربية فإن مصر ولبنان يتصدران المشهد بكل قوة..وكان لقاء مصر ولبنان دائما على روافد ثقافية تركت آثارا بعيدة فى الشعبين..ومن هنا تأتى أهمية الملتقى الثقافى الذى أقيم تحت رعاية الأهرام ورئيس تحريرها الأستاذ محمد عبد الهادى علام وجمعية رجال الأعمال المصرية اللبنانية ورئيسها المهندس فتح الله فوزى وشارك فيه عدد كبير من كبار المثقفين فى مصر ولبنان..حين نتكلم عن الثقافة المصرية فلا نستطيع أبدا ان نتجاهل دور لبنان منذ عشرات السنين بما فى ذلك جريدة الأهرام التى أقامها آل تكلا فى مصر يضاف إليها دار الهلال وآل زيدان ودار المعارف..وفى المسرح كان اللقاء التاريخى على مسارح مصر وعشرات النجوم الذين جاءوا من لبنان وفى الغناء تبدأ السلسلة بعشرات الأصوات الجميلة وحتى آخر الأجيال التى مازالت تزين الأغنية العربية وفى الشعر كانت عصافير لبنان دائما تغرد فى سماء القاهرة رغم اختلاف الأصوات والألوان والزمن..وقد شهد الملتقى كلمة رائعة للأستاذ فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان السابق تحدث فيها عن جذور هذه العلاقات المتفردة وكيف تركت آثارها على الثقافة العربية..لا احد يستطيع وهو يتحدث عن ثقافة مصر ان يتجاهل او ينكر دور الفن والثقافة اللبنانية فى الوجدان المصرى بل والوجدان العربى..فى أحيان كثيرة يحن الإنسان للأفلام القديمة ويشاهد فيها عشرات النجوم الذين جاءوا من لبنان وعاشوا فى مصر بل إن الكثيرين منهم دفنوا فى ثراها.. ولعن الله السياسة لأنها فرقت عشاق الفكر والفنون والثقافة فى العالم العربى وما دخلت السياسة فى شىء إلا أفسدته ابتداء بالفنون وانتهاء بالجماهير..كان لبنان شجرة وارفة الظلال دائما وهو وطن خلق من اجل الفن والجمال ولم يخلق للحروب والانقسامات والأهوال..اجتمع اللبنانيون دائما فى حدائق الفن وفرقتهم الخصومات والانقسامات وللأسف ان السياسة أفسدت الجميع.. إن مبادرة الأهرام لإحياء هذا التاريخ الجميل بين ثقافة مصر وثقافة لبنان إحياء للثقافة العربية التى تعيش الآن ظروفا قاسية وربما يكون هذا الملتقى فرصة للقاءات أخرى مع دول عربية كان لها دورها الثقافى والفكرى والابداعى فى حياة الإنسان العربى، إن لقاء مثقفى مصر ولبنان عودة لزمان جميل.