بقلم:فاروق جويدة
رحل الفنان حلمى بكر آخر المدافعين عن قلعة الفن الجميل أهم وأبقى مفاخر مصر المحروسة .. كنت أتابع حلمى بكر وهو يخوض معركة ضارية ضد حصون الفن الهابط، وكان صادقا فى مواقفه بعد أن سقطت الأغنية المصرية فى متاهات السطحية والركاكة .. وكانت مشكلة حلمى بكر أنه كان يقف وحيدا ولم يجد من يقف معه.. وكنت اشاهد معاركه على الشاشات مع شباب المطربين ، وكيف أخذ دور المدرس والمعلم وربما جاء ذلك على حساب إبداعه خاصة انه قدم فى مراحل عمره المختلفة أعمالا جميلة وراقية مثل «عللى جري» مع عليا التونسية.. وللإنصاف فإن حلمى بكر كان آخر السلسلة الذهبية فى مسيرة الأغنية المصرية.. وكان مصدرا استفادت منه اجيال كثيرة توجيها وإبداعا وإن استنفد الكثير من سنوات عمره فى الحديث عن أزمات الأغنية المصرية .. ومع رحيل حلمى بكر تخسر الساحة الفنية واحدا من آخر نجومها الذين حافظوا على الأصالة والإبداع الحقيقى .. فى الأيام الاخيرة ساءت الحالة الصحية للراحل الكبير واختفى عن الشاشات وتخلى عن معاركه واستسلم للنهاية وترك الاغنية وهى ليست فى أفضل أحوالها ومع رحيل حلمى بكر تسقط واحدة من اشجار حديقة الغناء المصرى .. ورغم انه لم يبدع الكثير فى سنواته الاخيرة امام قلة الاصوات إلا انه بقى حصنا من حصون الأصالة فى تاريخ الأغنية إبداعا ونقدا ومسئولية.. لقد تألمت كثيرا من تغطية مواقع التواصل الاجتماعى لما حدث فى رحيل حلمى بكر، خاصة أنها انتقلت إلى بعض الشاشات ومنها نشر صوره بعد رحيله، وهذا نوع من التجاوز والانفلات لأن للموت حرمة وهناك ثوابت يجب أن نحرص عليها .. رحم الله حلمى بكر أحد المدافعين عن تاريخ الأغنية المصرية ضد حشود الغناء الهابط..