بقلم - فاروق جويدة
فى الوقت الذى انتهت فيه صور الاحتلال والاستعمار البغيض فى كل بلاد العالم يعلن الرئيس الأمريكى ترامب ضم القدس إلى الدولة العبرية فى صفقة لم يشهدها التاريخ من قبل خاصة أن القدس لها قدسية خاصة فى جميع الأديان والكل يحج إليها..ورغم فداحة القرارات الأمريكية إلا أن الرئيس ترامب يتعرض لضغوط لكى يصدر قرارا آخر وهو الاعتراف بالجولان أرضا إسرائيلية ولا أحد يعلم ما هى الأراضي التى ستحصل عليها إسرائيل ضمن سياسة التوسعات وضم الأراضي التى تصدرها الإدارة الأمريكية..إن هذا يؤكد أن سياسة إسرائيل التوسعية تلقى تأييدا كاملا من أمريكا بل إنها تحصل على الأراضي التى تريدها بقرارات أمريكية وقد تكون لدى إسرائيل أطماع أخرى فى مناطق عربية أخرى..إن السؤال الآن هل تستطيع إسرائيل ابتلاع كل هذه الأراضي فى وجبة واحدة ومن أين لها البشر وكل تعداد اليهود فى العالم اقل من 15 مليون يهودى كما أن الهجرة من داخل إسرائيل للخارج أصبحت ظاهرة واضحة فى السنوات الأخيرة وقبل هذا فإن معدلات هجرة اليهود إلى إسرائيل تراجعت بدرجة كبيرة من كل دول العالم إن إسرائيل لم تعد الجنة التى وعد بها فى يوم من الأيام قادتها وهم يسرقون وطنا ليس لهم حق فيه..إن تمدد إسرائيل فى الأرض العربية أمام حلم قديم أن تصبح هى الدولة الكبرى والقوة العظمى فى قلب العالم العربى وتصبح الدول العربية أشلاء ولايات ومقاطعات صغيرة هذا الحلم لن يتحقق حتى وإن كانت أمريكا كل يوم تؤكد دعمها الكامل لأحلام إسرائيل فى التوسع فى صفقة واحدة تقدم أمريكا القدس ثم تعترف بوصاية كاملة لإسرائيل على الجولان..إن هذا التخبط فى السياسة الأمريكية ودعمها الأعمى للكيان الصهيونى سوف يفقدها شعوب العالم العربى حتى وإن كانت المنطقة تعانى من الحروب والإرهاب والدمار..كان البعض يتصور أن تعيش إسرائيل فى سلام مع العالم العربى فى ظل قيام دولتين ولكن الواضح أن إسرائيل تريد الدولة الكبرى التى تسيطر على كل المنطقة وهذا حلم مجنون ضد مسيرة التاريخ وطبيعة الأشياء ما تحلم به اسرائيل من الأراضي والأوطان حلم كاذب لن يبقى كثيرا..
المصدر : جريدة الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع