فاروق جويدة
اعلم ان في مكاتب السادة الوزراء مسئولين عن الإعلام ما بين مستشار إعلامى أو مكتب للتعامل مع الصحافة
والصحفيين..وهناك مكتب للإعلام في مجلس الوزراء يتحدث باسم الحكومة ورئيسها، ولكن الغريب اننى لم اقرأ ردا من احد الوزراء على شىء يخص وزارته أو ما يجرى فيها..لم يعد لدى السادة الوزراء اى اهتمام بالرد على الصحف..هناك فقط اتصالات تليفونية مع برامج التوك شو كأن المسئولين المصريين قد اسقطوا تماما من اهتماماتهم ما يتعلق بالصحافة والصحفيين لقد أثارت الصحف عشرات القضايا حول أمور مهمة ولم يعلق أو يعقب أو يرد احد..ان هذا يذكرنا بما كان يحدث في العهود الماضية كانت الدولة في واد والكتاب والصحفيون في وادي أخر..تمت كل جرائم الخصخصة وبيع القطاع العام وتوزيع أراضى المدن الجديدة دون ان ينطق مسئول بكلمة واحدة..والآن نحن نشاهد صورة لما كانت عليه الأحوال في هذه العهود..إذا كتب احد عن قضية التوسع في الاقتراض في منظومة الديون وطالب بتوضيح الحقائق لا احد يرد..إذا ناقش احد أزمة الدولار وإمكانية الخروج منها لا احد يرد وإذا كتب احد يطالب بتوضيح الهدف من مسلسل بيع الأراضى بصورة غير مسبوقة وإذا خرج أكثر من مسئول من الحكومة دون كشف الحقائق فلا احد يتكلم وإذا دار خلاف بين المسئولين حول قضية ما تثير الهواجس والشكوك فلا رد من هنا أو هناك..ان عدم الرد يفتح أبوابا كثيرا للظنون وحالة الطناش التى يعيشها السادة الوزراء والصمت القاتل الذى يحيط بمكاتبهم الإعلامية والصحفية وهذا الكم من المستشارين حولها إلى وظائف حكومية لا علاقة لها بالحقيقة..كنا نتصور اننا نعيش زمانا آخر تتكشف فيه الأشياء ويكون أكثر مصداقية وشفافية ولكن الواضح ان أشباح الماضى مازالت تسيطر على طريقة الأداء وأساليب العمل في الجهاز الحكومى..هناك قضايا كثيرة شائكة تحتاج إلى الحوار والجدل ويجب ان يحرص المسئول على توضيح الحقائق أمام الشعب أما إهمال الإعلام والصحافة وعدم الرد على ما ينشر فهذه أساليب تعبنا فيها زمنا طويلا..سياسة التطنيش ودعهم يكتبون ونحن نعمل ما نريد سياسة فشلت وثار الشعب عليها ومن حقه ان يعرف الحقيقة.