بقلم:فاروق جويدة
أسوأ الأشياء أن ينقسم المجتمع على نفسه ويفقد كل وسائل التواصل والحوار حتى يصل به الأمر إلى أن يتحاور الإنسان مع نفسه، أى يكلم نفسه ، وقد يصل إلى درجة الجنون..
إن الانقسام الذى يصيب المجتمعات يمكن أن يصل إلى درجة القطيعة، حيث يتحول الإنسان إلى كائن سلبى لا يعمل ولا يسمع ولا يتكلم.. والظواهر المرضية فى المجتمعات كان سببها دائمًا أنها فقدت قدرتها على التواصل.. وأهم أسباب الانقسام هو غياب الحق فى التعبير وإبداء وجهة النظر، أو بمعنى آخر سيطرة الرأى الواحد، بحيث يكون الكلام حقًا لفئات معينة ولا يتوافر هذا الحق للآخرين.
الانقسام فى المجتمع يؤدى إلى أسوأ أنواع العزلة، بحيث يفضّل الإنسان أن يبقى وحيدًا.. إنه يبحث عن منتجع بعيد، ويجد نفسه مع شلة من الجيران والأصدقاء، أو يبحث كل يوم عن علاقة جديدة.. وأخطر أنواع الانقسام هى عزلة الفكر، حيث لا تشعر بالانتماء لشيء فى هذه الحياة غير مجموعة أفكار تسيطر على عقلك، سواء كانت تطرفًا أو شططًا أو جنونًا.
الحل، عندى، ليس طبيبًا نفسيًا، ولكن البحث عن صيغة للحوار والتواصل والكلام.. وهذا يتطلب مجتمعًا أكثر حرية، بحيث يكون الكلام حقًا للجميع.. هناك شعوب أدمنت الصمت واعتادت عليه، وانقسمت على نفسها، وتحولت إلى جزر يسكنها ناس يشبهون البشر لأنهم لا يتكلمون.. علاج الانقسام هو الوعى، والهواء النقى، والعمل، والإبداع، وقبل ذلك كله أن يدرك الإنسان قيمة الحياة ولا يفرط فيها مهما كانت الأسباب.