بقلم - فاروق جويدة
أدى الرئيس عبدالفتاح السيسى اليمين الدستورية أمام مجلس الشعب رئيسا لمصر لفترة رئاسية ثانية..كان الرئيس حريصا أن يقدم للمصريين كشف حساب عن سنوات أربع قضاها على رأس السلطة فى مصر، وحرص على أن يجدد العهد بأن يكون حارسا أمينا على مصالح وأحلام هذا الشعب فى حياة كريمة ومستقبل أفضل..من أهم ما جاء فى خطاب الرئيس تأكيده على أن بناء الإنسان المصرى سيكون قضيته الأولى فى المرحلة القادمة..ولا شك أن بناء الإنسان من القضايا التى أهملناها سنوات طويلة فى ظل نظم وحكومات متعددة..كان إهمال التعليم اخطر هذه الظواهر بحيث دفعنا فى الحياة ملايين الشباب الذين يحتاجون الآن إلى إعادة تأهيل..لقد أهملنا الإنسان المصرى ايضا فى تقدير الكفاءات وإعطاء المتميز الحق فى الصدارة وكانت النتيجة أن صعدت أسماء لا تستحق بينما ظلت فى قاع المجتمع أسماء هى الأجدر والأحق، إن سقوط قيمة التفوق فى مسيرة الحياة فى مصر كان وراء كوارث كثيرة..لم ينس الرئيس أن يؤكد أن مصر وطن للجميع إلا من خرج على ثوابت هذا الوطن واتخذ الإرهاب طريقا.. ولاشك أن المعركة ضد الإرهاب بكل جذوره أمنا وفكرا تحتاج إلى جهد المجتمع كله حتى تعود مصر كما كانت لوحة بديعة فى كل جوانبها ثقافة وفكرا وسلوكا.. وكان الرئيس حريصا فى خطابه أن يبقى على العهد أمام شعبه وان أروع الأيام قادمة وان يظل مخلصا فى أداء رسالته بكل التجرد وان الله تعالى هو الذى يحمى مصر..وأشاد الرئيس بدور الأزهر الشريف فى تقديم نموذج للإسلام الوسطى الصحيح والكنيسة المصرية العريقة التى كانت دائما نموذجا للتسامح، ووجه التحية إلى جيش مصر العظيم وشرطتها الباسلة وهم يؤدون واجبهم المقدس فى حماية الوطن وصيانة أراضيه..ان تأكيد الرئيس السيسى على قضية بناء الإنسان تتطلب كما أشار إلى الثقافة والتعليم والإعلام هذه الثلاثية التى تحتاج جهدا مضاعفا من مؤسسات الدولة لكى تستعيد الثقافة المصرية دورها وريادتها.. مناسبة وطنية تجىء فى شهر رمضان المبارك ولا يفصلنا عن ذكرى العاشر من رمضان غير أيام قليلة ودعوات الملايين أن يحفظ الله مصر شعبا ورئيسا ومستقبلا.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع