بقلم : فاروق جويدة
العالم يتحدث الآن عن احتمالات مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل..لا أحد يتحدث عن العالم العربى فقد اختفى من الساحة تماما رغم أن ما يجرى من أحداث يتم على الأراضى العربية خاصة الصراع الدائر فى سوريا..لا شك أن اقتراب إيران من الاراضى الإسرائيلية المحتلة يفتح أبوابا كثيرة للصراع خاصة أن حزب الله مازال حتى الآن يمثل تهديدا حقيقيا لإسرائيل ورغم الدعم القديم من إيران لحزب الله إلا انه لم يصل إلى خطورة وجود القوات الإيرانية على الأراضى السورية وهى من الضخامة بحيث تمثل تهديدا حقيقيا للدولة الإسرائيلية.. لقد قامت إسرائيل بعمليات عسكرية فى الأراضى السورية واستخدمت الطيران فى ضرب قواعد وتجمعات إيرانية وحتى الآن لم ترد إيران على هذه العمليات..إن إسرائيل تخشى من اقتراب القوات الإيرانية عبر سوريا كما أن الطيران الإيرانى والصواريخ اقتربت كثيرا من المواقع والمدن الإسرائيلية وكانت إسرائيل تتصور أن انسحاب إيران من سوريا احتمال قائم فى ظل موقف أمريكا مع إيران ولكن هذا يبدو أمرا مستحيلا ربما يدفع إسرائيل أن تواجه الموقف وحدها دون الاعتماد على أمريكا..هناك طرف آخر يلعب على كل الجبهات وهى روسيا إنها لا تريد أن تخسر إسرائيل كما إنها تعتبر إيران حليفا معها ضد أمريكا وإذا قامت الحرب فعلا فى اى صورة بين إيران وإسرائيل فلن تقتصر على الأراضى السورية ولكنها سوف تدخل فى نطاق أوسع يشارك فيه حزب الله والجيش السورى وربما تورطت فيها روسيا..إن الحل المطروح حاليا بإرسال قوات عربية إلى سوريا لن يكون سهلا كيف تجتمع قوات إيران والعرب فى ارض عربية وما هو موقف القوات الأمريكية أو الروسية أو التركية وجميعها تحارب على الأرض السورية..إن إسرائيل تراهن على قوتها العسكرية وإيران تراهن على عمقها الجغرافى والبشرى وتواجدها بقوة على حدود إسرائيل من أكثر من مكان وفى كل الحالات فإن اشتعال الحرب بين إسرائيل وإيران على الأراضى السورية لن يكون نهاية أو حلا لما يجرى فى سوريا بل سيكون دمارا للجميع خاصة إذا دخلت جيوش عربية إلى سوريا واقتربت المواجهة بين العرب وإيران.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع