بقلم : فاروق جويدة
تشهد المملكة العربية السعودية غدا مؤتمر القمة العربية فى مركز الملك عبد العزيز الثقافى فى مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية وتأتى هذه القمة التى يشارك فيها عدد كبير من الملوك والرؤساء العرب وسط ضباب كثيف يحيط بالمنطقة كلها وسط تلال الدمار والحروب والدماء والهجرة والقوى الدولية التى استوطنت العالم العربى وسلبت ثرواته وإرادته وتحول إلى غنائم كل غنيمة تنتظر دورها..إن أمام القمة العربية وهى منقسمة تماما على نفسها أكثر من قضية نحن أمام وطن ضاع فى معارك طالت لأن سوريا التى تمزقت الآن تماما لم يعد فيها جزء واحد يمارس حريته وإرادته إن سوريا القديمة أطلال وطن هرب شعبه وجلست على بقاياه قوى أجنبية فيها الروسى والإيرانى والتركى والامريكى والفرنسى والبقية تأتى لا احد يستطيع فى القمة العربية أن يتنبأ بما سيحدث فى سوريا اليوم أوغدا..إن الجميع يتجه إلى تقسيم سوريا بينما تجلس إسرائيل تنتظر نتائج التقسيم..ماذا ستفعل القمة العربية وهل يمكن أن تعيد إلى دمشق هيبتها وإلى سوريا شعبها..على الجانب الآخر يقف العراق يحاول أن يلملم جراحه أمام أطماع تركية وأخرى إيرانية مع انقسامات داخلية مازالت تهدد الوطن الجريح..على مسافة ليست بعيدة تشهد ليبيا الآن آخر تصفيات بين القوى المتصارعة لأن لا احد فيها حقق انتصارا والجميع مستسلم أمام بحار الدم وفى اليمن الذى كان سعيدا تعبث إيران بعد أن قسمت أبناء الوطن الواحد بحيث دمرت الحرب الأهلية كل شىء هذه هى قضايا العرب أمام الملوك والرؤساء وجميعها تدخل فى سجل الهزائم والنكبات بينما تقبع ولاية صغيرة ليست أكثر من شارع فى أى عاصمة عربية تحرك المؤامرات ضد شعوب الأمة وتحولت قطر إلى وكر الإرهاب وضيعت ثروات شعبها على هزائم متلاحقة وفتحت أبوابها لكل الأجناس.. وعلى المدى البعيد تنزوى قضية العرب الأولى فلسطين وسط هزائم متلاحقة امة انقسمت شعوبها ودمرتها الحروب والمعارك وتحولت أمام اعدائها إلى غنائم وكل قادم أو مغامر يسعى أن يحصل على شىء منها.. هذا هو جدول الأعمال الذى ينتظر القادة العرب فماذا هم فاعلون..
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع