بقلم : فاروق جويدة
خرج أهالى سيناء إلى لجان الانتخابات بأعداد كبيرة رغم الظروف الأمنية الصعبة .. لقد خرجوا فى حماية الجيش والشرطة وهم لا يصدقون أن الحياة عادت لطبيعتها بعد سنوات من القتل والدم والإرهاب .. إن خروج أهالى سيناء فى كل اللجان كان يحمل أكثر من معنى إن الإرهاب الذى دمر الحياة بين الناس قد اقترب من نهايته وأن الجيش المصرى والشرطة يضعان الآن الفصل الأخير فى نهاية هذه المأساة .. إن أهالى سيناء قد عانوا كثيرا من مطاردات الإرهابيين وجرائمهم التى حرمتهم من أعمالهم وممارسة حياتهم الطبيعية .. إن سيناء تقبل على عصر جديد من الأمن والاستقرار والرخاء وأن هذه المرحلة المظلمة قد انتهت .. ومن هنا كانت الأعداد الكبيرة التى ظهرت على شاشات الفضائيات وأهالى سيناء يحتفلون بعودتهم للحياة مرة أخرى بعد حشود الإرهاب التى دمرت كل شئ .. من حق أهالى سيناء أن يحتفلوا ببداية عهد جديد مع الأمن يعود فيه التلاميذ إلى مدارسهم والأهالى إلى بيوتهم وأعمالهم .. إن الجيش المصرى الآن يخوض معركته الأخيرة ضد الإرهاب فى سيناء وقد تراجعت حشوده وتم كشف أوكاره وبقى أن نعرف الأيدى التى حركت كل هذه الوجوه الكئيبة قتلا ودماراً ضد الشعب المصرى .. كانت صورة أهالى سيناء والأطفال يصافحون رجال الجيش والشرطة تحمل أكثر من دلالة أن أمن سيناء هو أمن مصر كلها وأن التنمية الحقيقية هى البداية الجادة للقضاء على فلول الإرهاب لأن إهمال سيناء هو الذى فتح الأبواب للخفافيش لكى تسكنها وتهدد أمنها.. كان احتفال أهالى سيناء أمام لجان الانتخابات فى أكثر من مكان تأكيد على عودة هذا الجزء العزيز من الوطن إلى دوره ومسئولياته فى بناء غد أفضل .. لقد دفعت سيناء ثمنا باهظا أمام حشود الإرهاب وجاء الوقت لكى تستعيد أمنها واستقرار أهلها.. بعد أيام قليلة سوف تحتفل سيناء كلها بخلو ترابها المقدس من فلول الإرهاب وسوف تكون احتفالية تليق بهذا الانجاز العظيم لتبدأ مصر عهدا جديدا بالأمل والأمن والرخاء.
نقلاً عن الاهرام القاهرية