بقلم - فاروق جويدة
رحل حمدى قنديل بعد رحلة طويلة مع المرض اعتكف فيها فى بيته لتقدم زوجته الفنانة نجلاء فتحى نموذجا فى الحب والوفاء والرعاية .. كنت اسأل عنه وترد زوجته وأطمئن على أحواله ولكنه كان يرفض الحديث فى التليفون فى الفترة الأخيرة من مرضه .. التقينا للمرة الأولى فى باريس فى بداية الثمانينيات كان مسئولا عن الإعلام فى منظمة اليونسكو وكنت مشاركا فى أهم مؤتمرات المنظمة الدولية وفيه انسحبت أمريكا من المنظمة وهى الراعى الأول لها اقتصاديا .. عرفت حمدى قنديل صاحب فكر وموقف وقد صال وجال فى كل العصور من خلال برامجه الناجحة رئيس التحرير ومع حمدى قنديل وقلم رصاص .. عندما قدم برنامجه قلم رصاص أهديته أبياتا قليلة كمقدمة لبرنامجه الشهير قلت فيها..
لم يبق لى غير القلمْ
هدأ الصهيل وسافر الفرسانُ
واستلقت على القاع القممْ
جف المداد وشاخت الكلمات وارتحل النغم
حين استوى فى الأرضِ صوت الله
كان العدلُ دستور الأممْ
فإلى متى نمضى ونشكو حزننا الدامي
ونصرخُ من تباريح الألمْ
وإلى متى سنظل نشكو كل جلادٍ ظلمْ
اطلق جيادك من كهوف الصمت .. واحلم
أجمل الأشياء فينا .. صبر إنسانٍ حلمْ..
الأرض يحييها ربيعٌ قادمٌ..
وضميُر هذا الكونِ يسكنُ فى قلمْ
كنا دائما على تواصل ودارت بيننا حوارات كثيرة وفى رحلته مع المرض انسحب حمدى قنديل تماما من الساحة وكان يتابع أحوال مصر فى أى مكان أو بلد عاش فيه فقد تنقل بين فضائيات كثيرة وكان رائدا من رواد برامج التوك شو فى عصرها الذهبى .. كان حمدى قنديل مثقفا من طراز رفيع وكان عاشقا للسياسة محبا لوطنه باحثا عن الحرية مؤمنا بحق الإنسان العربى فى حياة أكثر كرامة، وقد لقى فى سبيل ذلك متاعب كثيرة حتى كانت رحلته مع المرض وقد عانى فيها الكثير .. كانت رحلة حمدى قنديل رحلة ثرية ما بين التلفزيون المصرى والفضائيات الأخرى وكان حضوره طاغيا فى كل المواقع التى عمل فيها.. وسوف يبقى علامة مضيئة فى تاريخ الاعلام المصرى فى عصره الذهبى.
نقلا عن الاهرام القاهرية