بقلم فاروق جويدة
بعد رحلة طويلة مع المرض والمعاناة رحلت د. نعمات أحمد فؤاد بعد ان سطرت واحدة من أجمل وأصدق قصص العشق لهذا الوطن.. صالت وجالت متحدية كل أشباح الفساد في كل عصورها تصدت لما يحدث من تخريب وتهريب في آثار مصر، وقاومت بضراوة سفر الآثار المصرية إلى الخارج وكانت سببا في وقف مشروع هضبة الأهرام في السبعينيات، ثم كشفت واحدة من اكبر الجرائم في حق هذا الشعب وهى دفن النفايات النووية في الأراضى المصرية.. أربع قضايا هامة وخطيرة حاربتها نعمات احمد فؤاد بكل البسالة والتضحية وواجهت حشود الفساد حتى قرر المسئولون يوما منع نشر كتبها.. ورغم هذا قدمت سلسلة من الأعمال الأدبية كان أهمها شخصية مصر.. وام كلثوم وإلى ابنتى وكتبت عن المازني وابراهيم ناجى وكانت رسالتها للدكتوراه عن نهر النيل في الأدب العربى، وقد اختارت دائما ان تكون مع الشعب وضد الفساد بكل أنواعه وقد وقفت مؤسسات الدولة ضد نعمات فؤاد في جوائزها ومناسباتها وحتى الصحف التى كانت تكتب فيها أثناء مرضها وقد فوجئت ان الإعلام المصرى تجاهل خبر وفاتها.. في أكثر من مناسبة رشحتها المؤسسات الأدبية لجائزة النيل أعلى وأرقى جوائز مصر وماتت ولم تحصل عليها فهل يمكن ان تحصل هذا العام على الجائزة ام ان الموت سوف يغيب كل شئ.. كانت مصرية حتى النخاع جاءت من صعيد مصر واقتحمت بجدارة عالم الأضواء وقدمت نموذجا راقيا وفريدا للمرأة المصرية الجادة والمحترمة والمناضلة والأم.. كانت صدمتها في رحيل ابنتها الشابة سببا في دخولها حالة مرضية عاشتها حتى رحلت.. ومع رحيل نعمات احمد فؤاد تكون آخر حبات السلسلة الذهبية في تاريخ المرأة المصرية سهير القلماوى وبنت الشاطئ ولطيفة الزيات وهذه الكوكبة النسائية المبدعة التى أضاءت الوجدان العربى وقدمت صورة رائعة للمرأة المصرية في توهجها وإبداعها ومواقفها.. نعمات فؤاد قيمة كبيرة وشجرة شامخة في زمن افتقد الأمانة والموضوعية.. أرجو من الصديق حلمى النمنم وزير الثقافة ان يتصدر اسم نعمات فؤاد جوائز النيل هذا العام عرفانا لما قدمت وغفرانا لأخطاء ما كان ينبغى ان تكون.