بقلم فاروق جويدة
لم تكن حياة محمد على كلاى أسطورة فى الملاكمة فقط فقد أخذت هذه اللعبة جزءا بسيطا من حياته فى فترة شبابه ولكنه استطاع ان يجسد أسطورة أخرى فى معركته من اجل حقوق الإنسان.. وإذا كان الرئيس اوباما القادم من أصول افريقية قد نجح فى ان يصبح رئيسا لأمريكا فان كلاى كان من الرموز التى مهدت لهذا الانجاز حين حارب من اجل حقوق السود فى أمريكا متحديا مجتمعا عنصريا بالغا فى عدائه ورفضه للسود حين وقف كلاى ضد الإدارة الأمريكية وهى فى قمة عنصريتها ورفض ان يحارب فى فيتنام وهو شاب صغير كان ذلك دفاعا عن حقوق الإنسان وكان من الصعب عليه ان يتحدى دولة كبرى ويقف فى وجه الإدارة الأمريكية.. وحين أعلن محمد على كلاى إسلامه وذهب يصلى فى أحياء الفقراء السود فى أمريكا فقد تحدى مجتمعا متعصبا وما بين التعصب الدينى والعنصرية البغيضة عاش محمد على كلاى حياته مدافعا عن حقوق الإنسان فى حريته وعقيدته ومواقفه.. لقد مهد كلاى كل ما جاء بعد ذلك من احداث وضعت للسود مكانة خاصة فى قلب المجتمع الامريكى بعد سنوات من العبودية والفوارق الاجتماعية والإنسانية الرهيبة ومن هنا كان وصول الرئيس اوباما إلى حكم أمريكا بعد سنوات من النضال خاضها محمد على كلاى أسطورة الملاكمة والشاب المسلم الذى تحدى مجتمعا قاسيا متعصبا لا يؤمن بالمساواة.. كان كلاى محبا لدينه الذى اختاره عن قناعة وهو الإسلام وحين وضعوا اسمه مكتوبا على ارض ساحة الكبار رفض ان يكتب اسم محمد رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام على الأرض وأصر على ان يضىء الحائط.. رغم سنوات مرضه التى طالت زار بلادا كثيرة وقد زار مصر فى شبابه واحتفل به المصريون كما زار دولا عربية أخرى والتقى رؤساءها وملوكها.. فى الرياضة كان أسطورة ستعيش زمنا طويلا وفى حقوق الإنسان دافع عن حق البشر فى حياة كريمة..وكان احيانا يكتب الشعر ويحب الأدب والفنون وكان يقول لم أخذل شعبى يوما وكنت دائما أدافع عن حقه فى الحرية والعدالة والكرامة.. أسطورة الملاكمة سوف تبقى وأسطورة الإنسان هى الأبقى.