توقيت القاهرة المحلي 05:13:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهروب إلى الذكرى

  مصر اليوم -

الهروب إلى الذكرى

بقلم:فاروق جويدة

هناك ظاهرة إنسانية وسلوكية غريبة، وهي أن الناس تهرب إلى الماضي.. الجميع يستعيد صور أحلام وأشخاص ومواقف، وحين يجلس الإنسان مع أحد الأصدقاء فلا حديث إلا عن زمان مضى. وكلما تقدمت سنوات العمر، يحاول الإنسان أن يستعيد، حتى في خياله، صور «الزمن الجميل».. وأكثر الكلمات التي نتداولها الآن هي «الزمن الجميل»، رغم أنه كان مجرد لحظات عبرت، والهموم تقلب الأحزان، والأحزان تجعل الإنسان يهرب إلى الماضي، رغم أن الماضي أصبح ذكرى، والذكرى طيف بلا ملامح.. إنها زائر يطوف حولك ولا تراه، إنها شيء من الحقيقة أصبح مع الزمن مجرد خيال عابر.. حين يضيق المكان بالإنسان، يهرب إلى الهواء الطلق، وإذا ضاقت به الأحلام، يسافر في دنيا الخيال ، وإذا ضاق بما حوله، يهرب إلى ذاته لعلّه يجد لديها الأمان.. من أجل هذا، يهرب الناس إلى الذكرى: صداقات قديمة، أعزاء رحلوا، أحباب هجروا، أماكن ضاقت بأهلها، حدائق أجدبت وطاردها الخريف.. يقف الإنسان أمام عالم تغيرت ملامحه، وازداد شحوبًا وشجنًا.. أحيانًا، يجلس الإنسان مع نفسه، يستعيد صور زمان رحل أو أشخاص غابوا أو أحباء رحلوا.. إنه يحاول أن يبني قصورًا من الوهم بعد أن خذلته الأحلام، وأن يرسم لوحة جميلة من الأشجار والزهور، رغم أنه يعلم أنها خطوط أبدعها فنان. أو أن يسافر بين أطياف الذكرى، قد يجد فيها لحظة حب أو اشتياق، بعد أن ضاع وقت الناس وأعمارهم أمام جهاز صغير يسمى «الموبايل»، الذي حرم الناس من كل المتع الجميلة.. فقد غاب الحوار وثورات المشاعر، وسادت عواصف الصمت والوحشة، ولم يعد أمام الإنسان غير أن يراجع الذكرى ويداعب أطياف جمال غاب فقد توحش العالم ما بين أدوات لضياع الوقت وأخرى لقتل البشر.. حقا إنه عالم مجنون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهروب إلى الذكرى الهروب إلى الذكرى



GMT 05:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

المعتاد المصري الجديد!

GMT 05:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الصمود والتصدى والمقاومة والممانعة

GMT 04:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«المسألة المصرية» فى نادى الجزيرة!

GMT 04:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«إنجاز» كيسنجر الذى يُدمر!

GMT 04:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بين الشطرنج والمراهنات

GMT 19:18 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أمريكا والشرع.. ‎تناقض أم مصالح؟!

GMT 19:17 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

صلاح رقم 11 ومرموش 59!

GMT 06:50 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وإني لحُلوٌ تعتريني مرارةٌ

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon