فاروق جويدة
أشعر بحزن شديد وانا أشاهد مواكب الشحاتة على شاشات التليفزيون فى صورة إعلانات أو برامج.. المستشفيات ودور المسنين والأيتام وأبناء الشوارع وصور البؤس على الوجوه وكل هذا تحت رعاية الجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى، لقد تناولت قضية التبرعات أكثر من مرة وتساءلت هل هناك رقابة على مثل هذه الأنشطة الغامضة وأين تذهب أموال التبرعات وهل تخضع للجهاز المركزى للمحاسبات ام انه مال سايب لا احد يعرف اين يذهب ومن اين يجىء، ما بين النكد فى مسلسلات رمضان والجرائم والقتل والمخدرات كانت إعلانات الشحاتة تغرق الشاشات كل ليلة ووجوه الأطفال الغلابة أمام المشاهدين ولا احد يعرف حقيقة ذلك كله.. هناك مشروعات خيرية معروفة للناس ولكن هناك عشرات بل مئات المشروعات التى لا يعرفها احد وتطارد المشاهدين بصور البؤس كل ليلة.. لا احد يعترض على النشاط الاهلى والجمعيات الخيرية التى تقدم المساعدات للناس ولكن هل هناك دفاتر محاسبة حول هذه الأنشطة تتسم بالأمانة والدقة.. فى الفترة الأخيرة أصبح من السهل على اى شخص او مجموعة أشخاص إعلان إنشاء جمعية اهلية تحت اى مسمى وفى حالات كثيرة تفتقد هذه الجمعيات للشفافية فى نشاطها وإدارتها وليس الهدف التشكيك فى احد ولكن أولاد الحرام لم يتركوا لأولاد الحلال شيئا فما أكثر الجمعيات التى تدور حولها شبهات كثيرة والمطلوب من الدولة ان تشجع هذه الأنشطة وفى نفس الوقت ان تخضعها للرقابة..والحقيقة اننى لا ارى مبرراً لكل هذه الإعلانات التى توجع قلوب الناس أمام صور الأطفال المرضى خاصة اننا ينبغى ان نوفر لهم كل مصادر الحماية ابتداء بحالتهم الصحية وانتهاء بالصور التى يتاجر بها البعض فى الإعلانات.. حرام ان نتاجر فى مصائب الناس والذى يريد ان يتبرع للخير ليس فى حاجة إلى هذه الصور وهذه الإعلانات.. إن هذه الصور تترك آثارا سيئة لدى الأطفال فى البيوت، ان مثل هذه الإعلانات تقدم صورة سيئة عن المجتمع كله وهى لا تجعل القلوب أكثر رحمة بل تجعلها أكثر كراهية للحياة.. إعلانات دعوات التبرع فى التليفزيون المصرى تحتاج إلى فكر أكثر رحمة وأكثر إنسانية.