بقلم - فاروق جويدة
شاهدت فيلما تسجيليا قصيرا عن مصر أذاعته قناة أبو ظبى الرياضية هدية للمصريين بمناسبة كأس العالم واعترف اننى لم أشاهد من قبل فيلما بهذا الإتقان والإقناع فى كل تليفزيونات المحروسة السابق منها واللاحق.. الفيلم القصير نسبيا تناول مصر المكان والأرض والتاريخ والطبيعة والانجازات وتنقل بين رموزها فى الإبداع ما بين العلم والأدب والفنون وكانت الكاميرا تلاحق كل هذه الجوانب بدقة شديدة وإمكانيات متقدمة فى التصوير والزوايا والأشخاص والأماكن.. من أجمل الأشياء فى هذا الفيلم هو الراوى الذى يحكى قصة مصر مع الحضارة والإبداع وهذا الإنسان المصرى العبقرى الذى استطاع أن يصل إلى آفاق من التقدم فى كل العصور كانت رموز مصر تزين الشاشة بصوت أم كلثوم بينما كان الجيش المصرى يعبر قناة السويس ليحقق النصر للعرب جميعا فى لحظة تاريخية مضيئة..لقد شاهدت من قبل عشرات الأفلام التسجيلية التى قدمها التليفزيون المصرى فى مناسبات كثيرة ولكن هذا العمل جاء متفرداً فى كل شئ انه يحكى بلا صخب حتى الموسيقى تتدفق مع الأحداث والصور فى تناغم جميل..من أجمل الأشياء التى أعطت الفيلم شيئا من الجمال والإبداع، اللغة العربية التى صاغ بها الراوى أحداث الفيلم كانت تتألق بحروفها وكلماتها وهى تحكى قصة مصر الحضارة..إن للغة العربية جمالا وإشعاعا خاصا يشرق فى العمل الفنى ويعطيه قدراً من الجمال والبهاء والتفرد..كان هذا الفيلم هدية جميلة للمصريين من قناة رياضية بعيدة عن الثقافة ولكنها قدمت عملا رصينا جادا يتناسب مع قدر مصر ومكانتها.. لقد اعتاد الإعلام المصرى فى مثل هذه الأعمال على الصخب والضجيج والرقص حتى فى الإعلانات التى تتحدث عن مصر بصورة لا تليق.. تحية لقناة ابو ظبى الرياضية وأرجو من القنوات المصرية أن تذيع هذا الفيلم التسجيلى الجاد والجميل وهو هدية من دولة الإمارات وقد كانت دائما عونا لمصر فى كل المحن والأزمات وكان الشيخ زايد رحمة الله عليه عاشقا من عشاق الكنانة الكبار.. إن الإبداع الجميل والفن الراقى يجد دائما مكانة فى كل القلوب وما أجمل أن تجد فنا يقدر مسيرة الشعوب ويحكى عن أمجادها.
نقلا عن الاهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع