بقلم - فاروق جويدة
يتحدثون فى الغرب كثيرا عن أسطورة تسمى حقوق الإنسان وفى انجلترا واحة الديمقراطية وبلد الحريات اعتدى رجال الشرطة على مواطن عربى وزوجته فى احد المحلات التجارية بسبب عدد من زجاجات مياه الشرب..المواطن العربى حمل معه كمية من المياه رأت إدارة المحل إنها كبيرة ومبالغ فيها وكان من الممكن استرداد المياه ولكن الشرطة جاءت واعتدت بصورة وحشية غاشمة على الرجل وزوجته وألقت بهما أرضا فى صورة فى غاية الهمجية..لقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورة الرجل وهو ينام تحت أقدام رجل الشرطة بينما تصرخ زوجته أمام حصار الجنود الذين تجمعوا حولها..إن الرجل لم يكن إرهابيا يحمل سلاحا ولم تكن معه خطة لتفجير المحل وكل ما فى الأمر أنه أخذ كمية من زجاجات مياه الشرب ربما كانت كبيرة لأن الأطباء طلبوا من زوجته تناول كميات كبيرة من المياه يوميا..إن هذا يعكس هذا التناقض الشديد فى المواقف بين أسلوب التعامل ضد الغرباء وأبناء الوطن لا يستطيع رجال الشرطة اتخاذ مثل هذه التصرفات الوحشية الغير آدمية ضد مواطن انجليزي لأن هناك قوانين تحميه ولكن المواطن العربى مهما كانت ثرواته وأمواله يمكن أن يهان بمثل هذه الأساليب الهمجية..إن العرب يذهبون إلى هناك وينفقون الملايين ويشترون العقارات ويودعون أموالهم فى البنوك وفى النهاية تكون هذه الأساليب المتوحشة فى التعامل وامتهان الإنسان..إن السؤال الآن هل بعد أن شاهد المسئولون فى الأمن الانجليزى مثل هذه الأعمال هل يمكن أن يحاسب رجال الأمن الذين ارتكبوا مثل هذه الجرائم هل يمكن أن يلجأ المواطن العربى وزوجته إلى القضاء الانجليزي ويرد له اعتباره هل يمكن أن يتخذ الإعلام الانجليزي موقفا ضد هذه الاعتداءات الصارخة على حقوق مواطن ذهب للسياحة واشترى زجاجات مياه من احد المحلات..إن القضية أكبر من زجاجات مياه اشتراها الرجل ولكنها نظرة مجتمعات مازالت ترى فى العرب أجناسا متخلفة ليس من حقها أن تنعم بالحرية وحقوق الإنسان..لا اعتقد أن الإعلام الانجليزى أو الأمن سوف يعطى هذه القضية أى اهتمام رغم انها انتشرت كالنار فى الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعى.