بقلم - فاروق جويدة
نجحت روسيا فى أن تلفت انظار العالم إلى تجربة ناجحة فى إدارة مناسبة كبرى مثل استضافة كأس العالم .. كان الغرب يشكك فى قدرة الإدارة الروسية على انجاز هذا الحدث بصورة تليق واستخدمت فى ذلك الدوافع السياسية أن الروس لا يمكن ان يتحملوا مثل هذا النجاح الكبير وخيب الروس ظن الغرب وقدموا تجربة رائدة فى استضافة هذا العدد من البشر تجاوز المليون شخص خلال أسابيع قليلة .. كانت صورة روسيا أمام العالم باهرة للغاية والفرق الرياضية تتنافس فى جو أسطورى على عدد كبير من الملاعب الحديثة فى أكثر من مدينة .. لا شك أن التجربة حققت مكاسب سياسية للرئيس بوتين شخصيا فقد أدار المونديال بتفرد شديد وظهرت صورة روسيا أمام زوارها وهى تتمتع بعمق حضارى وتاريخى فى ارض القياصرة وربما غير المونديال الكثير من الصور الخاطئة عن الحياة فى روسيا سياسياً وحضارياً .. أما الجانب الاقتصادى فالتقديرات تؤكد أن روسيا حققت أكثر من ٢٠ مليار دولار فى أسابيع قليلة بجانب فتح آفاق جديدة للسياحة ربما تظهر آثارها فيما بعد .. لقد وضع المونديال روسيا الدولة والإدارة والاستقرار والأمن فى مكانة أذهلت زوارها خاصة أن هناك من كان يعتقد أن العمليات الإرهابية يمكن أن تهدد الاحتفالية وتعصف بها .. لقد ساعدت مساحة روسيا الجغرافية على احتواء كل المباريات ونجح الأمن فى تحقيق الاستقرار لإدارة هذا الحدث التاريخي.. أما المنافسة بين الفرق الرياضية فقد شهدت ظواهر جديدة تجسدت فى صعود فرق وهبوط فرق أخرى وكانت اكبر المفاجآت أن تصل كرواتيا وبلجيكا إلى المربع الذهبى وتنافسان على كأس العالم وكانت المفاجأة الأكبر هى خروج الثلاثى الشهير الذى احتكر كأس العالم زمنا طويلا وتصدر كل المناسبات السابقة وهى ألمانيا والأرجنتين والبرازيل وكان خروجها مفاجأة للجميع .. الشىء المؤكد أن روسيا حققت فى هذا المونديال أكثر من نصر على المستوى السياسى والاقتصادى والحضارى وقدمت للعالم تجربة رائدة فى السلام بين الشعوب وأغلقت ملفات كثيرة قديمة للصراعات والمؤامرات والحروب وكانت كرة القدم هى صاحبة الدور والرسالة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نفلا عن الاهرام القاهرية