بقلم - فاروق جويدة
أسوأ ما أصاب العالم العربى فى الفترة الأخيرة أن إمارة قطر وضعت نفسها فى مصاف الدول الكبرى وبدأت تعيد الحسابات فى ادوار الدول العربية وكان أخر مطالب الإمارة هو تدويل الأماكن المقدسة بمعنى تشكيل قوة عسكرية من الجيش القطرى لحماية الكعبة والمدينة وقبر رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام..الإمارة التى لا يزيد سكانها على عدة آلاف تريد أن تحتل مكة والمدينة وتفرض سيطرتها على الأماكن المقدسة..هل هناك جنون اكبر من ذلك وهل هناك خبل فى العقول أكثر مما حدث للأسرة الحاكمة فى قطر وهى تتصور إنها قادرة على حماية الأماكن المقدسة أكثر من المملكة العربية السعودية..لا اعتقد وليس فى ذلك مجاملة أن فى العالم كله وليس قطر وتوابعها دولة كبرى أو صغرى تستطيع أن تقوم برعاية الأماكن المقدسة مثل المملكة العربية السعودية ابتداء بالأماكن وانتهاء بمراسم الحج والعمرة..من يستطيع أن ينقل 2 مليون حاج فى ساعات ما بين مكة وعرفات وما بين عرفات والكعبة الشريفة وما بين المدينة المنورة ومكة ومن يستطيع رعاية كل هؤلاء وهم يتدفقون أفواجا ويطوفون حول الكعبة فى البيت الحرام..من يستطيع أن يوفر الطعام والرعاية الصحية والتنقل لهذا العدد من البشر خلال أيام معدودة..ربما تصورت قطر بعد أن دفعت ملايين الدولارات كرشاوى للحصول على حق مونديال 2022 إنها تستطيع أن تفعل ذلك لتحصل على الحق فى تدويل الأماكن المقدسة وبعد ذلك تدور المعارك بين طوائف المسلمين فى الحرم المكى..
لا يستطيع احد أن يبرئ الأيدى الخفية التى تعبث بهذه الإمارة الصغيرة التى لا تزيد مساحتها على أى مدينة سعودية وهى ليست إلا شارع فى جدة أو الرياض أو الدمام..إن هناك من أعطى للأسرة الحاكمة فى قطر الحق فى أن تتناول شئون العالم الإسلامى بهذا السخف وهذا الاستخفاف أن يكون من حق أسرة طائشة أن تتدخل فى شئون مليار ونصف مليار مسلم يحجون كل عام إلى هذه الأماكن المقدسة منذ مئات السنين..فى تقديرى أن الأمر تجاوز حدود الاحتمال وأن هذه الأسرة الطائشة فرع ملوث فى هذا الأمة وكلنا يعلم مصير المتآمرين الذين باعوا أوطانهم فى كل زمان ومكان
نقلا هن عن الاهرام القاهريه