بقلم - فاروق جويدة
فى احيان كثيرة تنشر أو تذيع وسائل الإعلام كلاما لا يستحق مجرد الرد عليه وكانت آخر تلك الأكاذيب ان مصر تستعد لإعلان الحرب على السودان كلام فارغ واقوال لا تدرك معنى المسئولية وقدسية العلاقات بين الشعوب ولهذا كان رد الرئيس عبد الفتاح السيسى ان مصر لا تحارب الأشقاء ولم يخل كلام الرئيس من لوم للإعلام المصرى وهو يتناول العلاقات بين الشعبين الشقيقين.. وكان لابد ان يأتى الرد من رأس الدولة لأن السودان ليس وطنا عاديا بالنسبة لنا هناك تداخل تاريخى لا يستطيع أحد ان يتجاهله فلا يوجد شارع فى مصر إلا وتجد فيه شقيقا سودانيا وهناك الملايين من السودانيين يعيشون فى كل أرجاء مصر منذ عشرات السنين وهناك ايضا عائلات تزوجت وابناء وأحفاد..لاشك ان الإعلام تجاوز وان وسائل التواصل الاجتماعى قد اسفت فى لغة الحوار او التعقيب او حتى لغة العتاب وكأن هناك من يسعى الى تخريب العلاقات بين مصر والسودان رغم اننا نعلم ان ما بين مصر والسودان اكبر بكثير من أياد كثيرة تعبث هنا او هناك..ان من مسئولية الإعلام ان يكون صوتا عاقلا حتى فى لحظات الخلافات او الصدام فى المواقف والآراء ولكن الإعلام فى مصر والسودان اشعل نيرانا كثيرة حتى كادت تحرق الجميع هل يعقل ان تعلن القاهرة الحرب على الخرطوم والدم واحد والنيل الذى نشرب منه يتسلل فى دمائنا من آلاف السنين ان العلاقة بين مصر والسودان ينبغى ان تتسم بالحكمة من جميع الأطراف وعلى الإعلام ان يترك هذه الأساليب التى أساءت كثيرا للعلاقات بين البلدين.. كان الرئيس السيسى واضحا وهو يوجه اللوم للإعلام المصرى وهذا أكبر دليل على ان التراشق الإعلامى الذى أساء للعلاقة بين البلدين ليس له اى دعم رسمى من السلطة وانها أخطاء فردية ويجب ان تتوقف..انه خطأ فادح ان تخرج علينا كل حين كارثة إعلامية سواء فى القاهرة او الخرطوم تسىء للعلاقات بين البلدين وكأننا نؤذن فى مالطة الإعلام المصرى السودانى يرتكب جريمة كل يوم فى حق علاقات تاريخية ومطلوب شىء من العقل والحكمة.
نقلا عن الاهرام القاهريه