بقلم:فاروق جويدة
الخالق سبحانه وتعالى خلق الإنسان على الحب والرحمة، والإنسان هو أول من شرّع القتل.. ومنذ زمن بعيد عرف الإنسان أنواع القسوة ، من قتل، وسجن، ومارس كل ألوان الطغيان والاستبداد.. ورغم كل مظاهر التقدم التى وصل إليها الإنسان، فإن جينات القسوة تسللت عبر الأجيال وتطورت، وبدلا من القتل بالسيف أصبح القتل بقرص سام ينهى كل شئ فى لحظات.. لقد طوّر الإنسان أساليب كل شئ وبرّر لنفسه كل شئ.. لقد أصبحت تجارة الموت أكثر السلع رواجا وانتشارا فى السلاح والدواء والغذاء والحروب والسجون والمعتقلات.
والله سبحانه وتعالى لم يخلق البشر ليكونوا قتلة، ولم يخلق الأرض لتكون سجنا.. الله خلق الإنسان جميلا يحب الجمال، وخلق معه العدل والرحمة، ولكن الإنسان أفرز فى مدارس الطغيان نماذج كريهة من البشر غيّرت كل شئ.. لقد اختارت أن تكون أدوات للقتل والموت والطغيان، وتحولت الحياة إلى غابة كبيرة تسكنها الوحوش والجرذان والحشرات التى تحمل ملامح البشر، ولكنها جعلت من الإنسان كائنا غريبا.. اختفت من حياة البشر كل الأشياء والصفات الجميلة التى خلق الله الإنسان عليها.
حين غاب الحب انتصرت حشود الكراهية، وحين غابت العدالة انتشرت مواكب الطغيان، وحين غاب الجمال أمسكت جحافل القبح بمصائر البشر.. وأنشأ الإنسان السجون بدلا من البيوت، وأقام تماثيل للاستبداد بدلا من حدائق العدالة.. وسادت العالم عصابات للطغيان وامتهان كرامة الإنسان، وقلّ على الأرض السلام.
الخالق سبحانه وتعالى هو القادر على أن يعيد الإنسان كما خلقه، يحب الرحمة ويؤمن بالعدل، ويصون الكرامة، ويبنى للناس بيوتا ولا يحفر لهم قبورا، ويجعل كل إنسان إنسانا وليس ظالما سجّانا.