بقلم - فاروق جويدة
اختلف علماؤنا الأجلاء حول زيارة القدس وهل تفتح الدول العربية الأبواب للسماح بزيارة القدس وهل هذا يخدم القضية الفلسطينية؟ كان الخلاف كبيرا حول هذه القضية فى المؤتمر الذى أقامته مشيخة الأزهر وجمع حشدا كبيرا من العلماء والسياسيين وكان على رأس الحضور شيخ الازهر الشريف الإمام الأكبر د.أحمد الطيب وقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن .. وفى تقديرى أن هذا المؤتمر من أهم الأحداث التى شهدتها الساحة العربية بل والدولية منذ القرار المشئوم الذى أصدره الرئيس الأمريكى ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.. إن البعض يطالب بزيارة القدس حتى تبقى عربية إسلامية، وفيها مئات الآلاف من الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين إلا أن هذه الدعوة تواجهها دعوة أخرى بمنع زيارة القدس لأن ذلك يدخل فى نطاق دعوات التطبيع مع إسرائيل وهى لا تريد أكثر من ذلك.
وفى الظروف الحالية وحالة الغضب التى يعيشها العالم الإسلامى احتجاجا ورفضا للقرار الأمريكى يجب ألا يذهب المواطنون العرب والمسلمون إلى القدس لأن إسرائيل تسعى لهذه الصيغة من الاندماج حتى تحقق كل اهدافها فى التوسع وتهميش القضية الفلسطينية أمام الرأى العام العالمى .. قد يرى البعض أن الزيارات للقدس سوف تخفف من الضغوط التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة، ولكن إسرائيل سوف تترجم ذلك كله وتتاجر فيه أمام العالم انها لا تمنع أحدا من زيارة القدس بما فى ذلك المسلمون والمسيحيون وإنها حريصة على تحقيق الأمن فى القدس لكل من يسعى إلى زيارتها .. إن إسرائيل لا تترك صغيرة أو كبيرة إلا وتحاول أن تستفيد منها وكلنا يتذكر موقف البابا شنودة حين رفض سفر الإخوة الأقباط إلى القدس وقال مقولته الشهيرة لن نذهب إلى القدس إلا مع إخواننا المسلمين.. إن إسرائيل تريد من العالم كله أن يزور القدس سواء كانت زيارات دينية لمشاهدة الأماكن المقدسة أو زيارة سياحية تجد فيها دعما للاقتصاد الإسرائيلى، وهذه الزيارات لن تضيف شيئا للشعب الفلسطينى.
نقلا عن الاهرام القاهريه