بقلم فاروق جويدة
لك يوم يا ظالم
كيف تشعر بالسعادة وأنت تمتص دماء البسطاء من ابناء هذا الشعب الغلبان الذى سيطرت عليه عصابة استباحت عمره وماله ووطنه..كيف تقبل على نفسك وأبنائك مالا حراما حين ترفع سعر الدولار من سبعة جنيهات إلى 11 جنيها وهل تنام مرتاح الضمير سوف يقول البعض إنها تجارة والتجارة حلال ولكن هل هى حلال ونصف الشعب الذى تتاجر به يعيش على الكفاف هل هى حلال والأسعار تقفز كل يوم مع كل جنيه بل كل قرش يرتفع فيه سعر الدولار..هل هى حلال وانت تعلم ان زيادة سعر الدولار ترفع حجم الديون وفوائدها وهى كارثة تنتظر الأجيال القادمة هل هى حلال وأنت تعلم انها مضاربات بين عدد قليل من التجار الذين فشلوا فى ان يمارسوا التجارة الصحيحة إنتاجا واستيرادا وعملا..ان المضاربات فى سعر الدولار اقرب إلى موائد القمار حيث لا جهد ولا عمل إنها استغلال فرصة فى وطن جريح وبدلا من ان نكون شركاء فى إنقاذه من هذه المحنة فإن الأيادى تمتد كل واحد يريد ان يأخذ شيئا من الغنيمة رغم أنها مسمومة..حاول وأنت تبيع الدولار بكل هذه المكاسب ان تشاهد هؤلاء الذين نهبوا هذا الوطن قبلك وأين كان مصيرهم..حاول ان تشاهدهم لو ان واحدا منهم نزل إلى الشارع أو جلس فى مطعم وكيف تطارده نظرات الناس بالشماتة والاحتقار..سوف تكسب المزيد من الأموال وانت تتاجر فى طعام الغلابة وإذا كان ابنك سوف يزداد ثراء فإن دعوات الفقراء سوف تطارده كل سنوات عمره..سوف تزداد أرصدتك فى البنوك على جثث آلاف الضحايا الذين دفعوا الثمن مع سلطة ظالمة ومجتمع جشع وأناس لم يخافوا الله فتاجروا فى كل شىء..حكاية الدولار فى مصر ليست أزمة اقتصادية أو مالية انها محنة أخلاقية لشعب استباح نفسه بنفسه فأكل القوى الضعيف وأهدر القادر حقوق الآخرين..لقد تركت لنا العهود البائدة سلوكيات شاذة وغريبة حين اعتقد البعض أنهم ورثوا هذا الوطن عن آبائهم..محنة الدولار ميراث من أزمنة النهب والسرقة ولا يملك فقراء هذا الوطن غير الدعاء على كل من ظلمهم..وكل ظالم له يوم