بقلم : فاروق جويدة
أكثر من 33 دولة شاركت أمس في احتفالية انتقال السفارة الأمريكية إلي القدس مع وجود وفد أمريكي رفيع المستوي بدعم كامل من الرئيس ترامب الذي قدم القدس هدية للكيان الصهيوني في أكبر صفقة حصلت عليها إسرائيل منذ قيامها.. إن هذه الاحتفالية الدولية التي تؤكد مشاركة هذا العدد من الدول في هذه الجريمة بينما العالم العربي يعيش أسوأ أيامه ما بين الحروب والانقسامات الدينية والسياسية أعطي الرئيس ترامب نفسه الحق في توزيع الأوطان وجاء عبر آلاف الأميال لكي يدمر أمة بكل تاريخها وأديانها وشعوبها.. إن الرئيس المقاول الذي أعطي إسرائيل الحق في مدينة القدس كاملة وهي واحدة من مقدسات الأديان والتاريخ هذا المقاول لا يدرك ما تعني القدس في ضمير العالم .. إن الشىء المؤكد أن للتاريخ دورات وان أمريكا لن تبقي الدولة العظمي، هناك إمبراطوريات سبقت وضاعت في سراديب التاريخ وانتهي زمانها وسقطت هيبتها وهذا هو المصير الذي سينتظر القوة العظمي ولن يكون ببعيد.. إن مواجهة عسكرية واحدة مثلما حدث في الحرب العالمية الثانية يمكن أن تدمر هذا الجبروت وتعود بلاد العم سام كما بدأت في يوم من الأيام ودمرتها الحروب.. إن الشئ المؤلم الآن أن العالم يقف أمام الحق العربي في فلسطين بلا ضمير حتي لو كان الثمن وطنا كاملا يسلم لإحدي العصابات التي تحمل اسم دولة.. وسط هذا يقف العالم العربي بدوله وشعوبه وقدراته التي ضاعت وإمكاناته التي استباحتها أزمنة القهر والطغيان والتخلف..إن الاحتفالية التي أقامتها إسرائيل بالأمس بدعم أمريكي جريمة تاريخية سوف يكون لها حساب عسير في يوم من الأيام.. أما الشعوب العربية الغارقة في دمائها بعد أن تبددت ثرواتها فسوف تتحمل مسئولية ما حدث فلم يصدر أمس بيان شجب واحد ولم تخرج من عاصمة عربية وقفة احتجاج ضد ضياع أقدس مقدسات العرب في فلسطين وهي القدس.. لا أدري ماذا سيقول التاريخ عن هذه الفترة من حياة العرب إنها تشبه في ملامحها وأحداثها سقوط قرطبة ومؤامرة سايكس بيكو وضياع فلسطين واحتلال العراق ودمار سوريا وليبيا واليمن وهذا التاريخ الطويل من مأسي الشعوب.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع