بقلم - فاروق جويدة
أعلن الرئيس ترامب أن أمريكا أنفقت 7 تريليونات دولار على حروبها وعملياتها العسكرية فى الشرق الأوسط طبقا لبيانات شهر ديسمبر الماضى ولم يذكر الرئيس الأمريكى كم حصلت شركات إنتاج السلاح الأمريكية من الأموال نتيجة صفقات السلاح ولم يسأل أيضا ما هى نتائج هذا الإنفاق وكيف انتهى الحال بدول الشرق الأوسط أمام هذا الإنفاق العسكرى الرهيب .. ولم يقل الرئيس ترامب كم أنفقت أمريكا فى هذه الدول فى الصناعة والصحة ومواجهة الأمراض والخدمات والمرافق لأنها أنفقت هذه الأموال فى تدمير المدن واستخدام الصواريخ واختبار الأنواع الجديدة من الأسلحة ولم يسأل نفسه أيضا عن نصيب كل فرد من هذه التريليونات فى هذه الدول .. إن هذه الأموال دمرت العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا واليمن وشردت ملايين الفقراء بين بلاد العالم وحرمت ملايين الأطفال من أوطانهم وصاروا لاجئين فى كل بلاد الدنيا بلا بيوت أو تعليم أو حياة .. إن هذه المبالغ كانت تكفى لبناء حياة جديدة لسكان هذه المنطقة من العالم وكانت تكفى لإقامة آلاف المصانع وتوفير ملايين الوظائف للعاطلين من شعوب هذه الدول وكانت تكفى لبناء ملايين المساكن وملايين المزارع وملايين المدارس والجامعات والمستشفيات ماذا أخذت أمريكا من هذه الأموال التى أنفقتها على العمليات العسكرية غير أنها فتحت عشرات الأبواب للإرهاب الذى دمر كل شئ فى هذه الدول وعاد بها عشرات السنين للوراء تخلفا وضياعا .. كان ينبغى أن يسأل الرئيس الأمريكى ما هى صورة الشرق الأوسط الذى دمرته الحروب لو أن هذه الأموال صنعت حياة جديدة وواقعا جديدا لشعوب هذه المنطقة من العالم تقدما وعلما وحضارة .. لو أن هذه الأموال وصلت إلى فقراء هذه الشعوب ولم تدخل فى جيوب تجار السلاح وتجار الحروب وحكومات القمع والاستبداد التى صنعتها أمريكا خصيصا لتقود هذه الشعوب نحو الحروب الأهلية والقتل والدمار .. هل كان الرئيس ترامب يدين أمريكا التى دمرت الشرق الأوسط أم كان يدين حكام أمريكا الذين أنفقوا هذه الأموال فى عمليات حربية خاسرة .. أم أنهم تجار السلاح الذين دمروا العالم من أجل مكاسب وأموال وأرباح أكثر.
نقلا عن الاهرام القاهريه