بقلم - فاروق جويدة
من يتابع خريطة الاستثمار فى مصر سوف يكتشف أن الاستثمار العقارى هو النشاط الأكبر مساحة وأرباحا وأن معظم رءوس الأموال اتجهت إلى هذا النشاط، ابتداء بتحويلات المصريين العاملين فى الخارج وهى بالعملات الصعبة وانتهاء بتجارة الأراضى ونظم التملك التى سيطرت على سوق العقارات .. ولا شك أن الاهتمام بالاستثمار العقارى حقق نتائج كثيرة أهمها إنشاء المدن الجديدة فى كل محافظات مصر تقريبا كما أنه واجه أزمة العشوائيات والملايين الذين كانوا يسكنون فى مناطق عشوائية تفتقد الخدمات والمرافق، وربما جاء الوقت لكى يتجه الاستثمار إلى مجالات أخرى خاصة الصناعة والزراعة والسياحة وهى الأساس الحقيقى الذى تقوم عليه التنمية الحقيقية.. الصناعة هى التى ستوفر احتياجات السوق المحلى من المنتجات الصناعية التى نستوردها بملايين الدولارات، كما إنها تفتح الأسواق الخارجية التى توفر لنا العملات الصعبة التى تزيد مواردنا.. والزراعة فى اقل التقديرات ستوفر احتياجاتنا من الغذاء خاصة السلع الرئيسية .. وفى يوم من الأيام كان القطن أهم وأغلى صادرات مصر ولا يعقل أن نستورد البصل والثوم والقمح والأرز .. تأتى السياحة فى صدارة الصادرات المصرية وهى نشاط تتوافر كل مقوماته فى مصر جوا ومناخا وموقعا وآثارا وفكرا وثقافة .. وهناك دول يقوم نشاطها الاقتصادى على السياحة فما بالك بدولة تتوسط العالم وتحيطها البحار وفيها نصف آثار العالم.. إن النشاط العقارى له أهمية خاصة ولكنه لا يكفى لتوفير الموارد التى يحتاجها ملايين البشر .. ولهذا ينبغى إعادة النظر فى خريطة الاستثمار فى مصر لأن هناك مجالات ثلاثة لاغنى عنها وهى الزراعة والصناعة والسياحة .. هذا الثلاثى أساس التنمية فى كل دول العالم