بقلم فاروق جويدة
اختفى الرئيس الامريكى السابق جورج بوش عن المشهد منذ ترك البيت الأبيض فلم يتحدث كثيرا عن مأساة احتلال العراق وآلاف القتلى من الشباب الامريكى ولم يتناول حقيقة ما حدث والأكذوبة التى خدع العالم بها عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وبعد ذلك كله بقى حكم التاريخ إذا كان هناك تاريخ بالفعل على جرائم أمريكا فى العراق وهى البداية لما شهده العالم العربى بعد ذلك من كوارث الحروب الأهلية والسنة والشيعة والفوضى الخلاقة وثورات الربيع العربى..الا ان الغريب فى المشهد هو الظهور الدائم لرئيس وزراء انجلترا تونى بلير على الساحة العربية متنقلا بين العواصم حتى قيل انه يعمل مستشارا لبعض الحكومات العربية لقد كان له دور كبير فيما جرى فى العراق حتى ان الصحافة الانجليزية اطلقت عليه يومها اسما مهينا وهو "كلب بوش" والآن وفى آخر اعترافاته الصحفية يقول ان العراق لم يكن يملك أسلحة الدمار الشامل ولكن صدام كان يسعى لذلك..وهل يعقل ان يقوم قرار حرب واحتلال دولة على أوهام دارت فى رأس بوش أو بلير..هل يمكن ان يتبرأ القاتل من جريمته لأنه تصور أشياء لم تحدث لقد كانت كارثة احتلال العراق بداية مسلسل طويل من الدم فى كل العالم العربى ان ظهور داعش وهذا الطوفان الذى يجتاح العالم الآن بدأ مع احتلال العراق ولا احد يعلم ما هى نهاية هذه الكوارث.. لقد قام احتلال العراق على اتهام باطل بأنه يمتلك أسلحة الدمار الشامل واتضح بعد ذلك انها أكذوبة كبرى روجها بوش وبلير فماذا ستفعل امريكا والغرب الآن اذا توصلت حشود داعش إلى امتلاك أسلحة دمار شامل بالفعل واستخدمتها ضد أوروبا وأمريكا..ان احاديث بلير وتصريحاته وهى كثيرة تحاول ان تبرئ ساحته حين تورط مع بوش فى احتلال العراق وبداية الكارثة والغريب انه مازال يبحث عن دور ومازال يقدم استشاراته المريبة والغريبة ويقال انه يتلقى أموالا ضخمة فى كل هذه النصائح المشبوهة واذا كان قد فشل وهو فى السلطة وصاحب قرار وانهى حياته السياسية بكارثة فهل ننتظر منه نجاحا وهو يعيش سنوات الظل ويجنى ثمار الاحباط والندم