فاروق جويدة
كانت للأعياد دائما طقوسها وذكرياتها.. وكانت تختلف من عيد إلى عيد.. كان عيد الفطر يحمل طقوس رمضان الشهر الكريم وكان عيد الأضحى يحمل نفحات الحج ووقفة عرفات .. وهناك أغنيات عشنا معها دائما مع الأعياد رغم اختلاف الزمن والبشر بقيت هذه الأغنيات لتعيش فى وجداننا.. وللأسف الشديد ان هذه الأغنيات عاشت وغيرها لم يعش طويلا.. مازلنا نذكر قصيدة ام كلثوم إلى عرفات الله وفى كل عيد نذكرها مع أغنيتها الشهيرة يا ليلة العيد .. ومازلنا نعيش مع أغنية أسمهان لزوار بيت الله الحرام عليك صلاة الله وسلامه ..
اما ليلى مراد فقد غنت يا رايحين للنبى الغالى .. تاريخ من الفن الجميل فى أغنيات عشنا معها وعاشت معنا وأصبحت جزءا عزيزا من ذكرياتنا وهذه هى عبقرية الفن .. وفى كل عيد نذكر قصيدة المتنبى عيد بأية حال عدت يا عيد وقد كتبها وهو يودع مصر بعد ان خذله كافور الاخشيدى ولم يحقق حلمه فى ان يكون محافظا لمحافظة البحيرة ولم يكن المتنبى يعلم ان الحلم ذهب وكافور رحل وبقيت قصيدته الخالدة يرددها الناس كلما هل عليهم عيد من الأعياد ..
خرج المتنبى متنكرا يوم العيد من مصر هاربا من كافور ورجاله وكتب قصيدته الأشهر هجى فيها كافور وقال فيه ما قال .. ان الفن الجميل والإبداع الراقى يعيش فى وجدان الشعوب رغم مرور الزمن ولهذا مازلنا نسمع ام كلثوم وإلى عرفات الله ونسمع اسمهان عليك صلاة الله وسلامه ونسمع ليلى مراد يا رايحين للنبى الغالى .. اما ملك الشعر العربى المتوج من الزمن والتاريخ والبشر فمازالت مرثيته لحلمه فى السلطة تطوف فى أيامنا كالعطر فقد رحل السلاطين وبقى شعر المتنبى شامخا مثل صاحبه حتى وان بخلت عليه الأيام بحلم صغير ان يكون محافظا .. ولا أدرى كيف ضاقت الأحلام بالشاعر الكبير ليجد نفسه حائرا أمام لقب محافظ وهو الملك وصاحب التاج إنها سخرية الأقدار.. ذهب السلاطين وبقى شعر المتنبى نذكره فى كل عيد.