بقلم - فاروق جويدة
امتد الحوار مع قداسة البابا تواضروس الثانى فى الأهرام وإن توقف عند مجموعة من النقاط الأساسية كان أهمها أن المواطنة تسبق كل شىء وأن الأشياء المشتركة بين الأديان اكبر بكثير من كل التناقضات وأن الكنيسة المصرية كانت دائما تعلى من قيمة المواطنة وأننا شركاء فى حب هذا الوطن ويجب أن نبحث عن أشياء كثيرة تجمعنا لأنه لا يوجد ما يفرقنا كأبناء وطن واحد وتعجب قداسة البابا من أن التاريخ القبطى لا يدرس فى مناهج التعليم رغم أنه جزء عزيز ومشرف من تاريخ مصر ويكفى أن الكنيسة المصرية لم تحتل فى يوم من الأيام من قوى أجنبية وقال البابا اننى أدعو إلى إلغاء وحذف كلمة طائفة من لغة المصريين لأن الأقباط أبناء وطن وشركاء أمة ولسنا طائفة من الطوائف..إن الإسلام والمسيحية يلتقيان فى جوانب كثيرة حيث تجمعنا الأخلاق والمبادئ والتسامح والرحمة وكلها ثوابت عاشت عليها الأديان فى كل العصور..وحول قضية تهميش الأقباط فى مصر أكد البابا أن السنوات الأخيرة شهدت تحولات كبيرة سواء فى تعامل الدولة مع قضايا الأقباط أو فى تلك الروح التى تسود بين أبناء الشعب المصرى وإن كانت الدولة بكل مؤسساتها سبقت سواء فى قانون بناء الكنائس أو فى تلك المنشآت التى تحملتها الحكومة بعد الدمار الذى لحق بها وكانت زيارات الرئيس السيسى لنا فى المناسبات الدينية شيئاً عظيما نعتز به ونقدره وقال قداسة البابا إن الأزهر الشريف ومن خلال الدكتور احمد الطيب يقوم بدور كبير فى جمع الشمل وتوحيد الكلمة وأن بيت العائلة المصرية يناقش الكثير من القضايا ويتخذ فيها مواقف جادة وحاسمة واعترف البابا أن هناك تقصيرا شديدا فى توضيح المسيحية الدين والعقيدة والطقوس لإخواننا المسلمين ولابد أن تكون هناك زيارات متبادلة يرى فيها أخوتنا فى كل ربوع مصر الأديرة التاريخية والكنائس وهى آثار تاريخية شهد بها العالم كله خاصة رحلة العائلة المقدسة..كان اللقاء مع قداسة البابا بفكره ورحابته ممتعا وقد فتح أبوابا كثيرة لحوارات أوسع نناقش فيها هموم وأحلام العائلة المصرية دون طائفية أو رفض للآخر.
نقلا عن الأهرام القاهرية