بقلم ـ فاروق جويدة
كان الاستقبال الكبير للرئيس عبد الفتاح السيسى فى مسقط تأكيدا لطبيعة العلاقات بين مصر وسلطنة عمان، خاصة أن السلطان قابوس بن سعيد واحد من عشاق مصر الكبار وكان دائما حريصا على أن يقضى أوقاتا فى زيارتها..والشعب العمانى من أكثر الشعوب العربية تميزا وتحضرا وثقافة، لأن عمان من حيث الموقع والتاريخ لم تكن وطنا عاديا لقد عاشت دائما فى قلب حضارات مختلفة، فهى قريبة من الهند بثقافتها وموقعها وليست بعيدة عن الصين وشرق آسيا، وهى قريبة أيضا من الحضارة الفارسية وقبل هذا كله هى دولة عربية لها تاريخها وجذورها ومواقفها فى جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجى..وكانت العلاقات الثقافية بين القاهرة ومسقط علاقات قديمة ابتداء بأساتذة الجامعات المصريين وانتهاء بدار الأوبرا السلطانية..والشعب العمانى شعب بسيط فى حياته لأن موارده الاقتصادية معروفة فليس فى عمان كميات كبيرة من البترول وكثيرا ما استعان السلطان قابوس بالخبراء المصريين فى كل المجالات، ومازلت اذكر أن د.شريف لطفى الاقتصادى المصرى الشهير قضى فترة طويلة من حياته فى عمان مستشارا للسلطان خلال فترة الثمانينيات وهو الذى اشرف على إعداد برنامج ناجح للتنمية الاقتصادية فى عمان..
وعلى المستوى السياسى حرصت عمان دائما على أن تتواصل مع الجميع ولم تدخل فى صراعات مع احد وهى من الدول المؤثرة فى مجلس التعاون الخليجى وفى القضايا العربية المهمة والمواقف الصعبة، كانت للسلطان قابوس بن سعيد مواقف اتسمت دائما بالحكمة والحرص على مصالح بلاده بعيدا عن الصراعات الإقليمية والدولية..ولا شك أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى سوف تفتح مجالات اكبر للتعاون الاقتصادى والثقافى بين مصر وعمان، خاصة أن فى عمان عددا كبيرا من ابرز رجال الأعمال العرب ويمكن أن يشاركوا فى مشروعات التنمية فى مصر..
إن تاريخ العلاقات بين مصر وعمان ومواقف السلطان قابوس مع الشعب المصرى فى مناسبات عديدة يمثل رصيدا كبيرا يمكن أن تبنى عليه مصالح اكبر، خاصة أن الرئيس السيسى ذهب على رأس وفد اقتصادى كبير.. تبقى عمان وشعبها دائما رصيدا لامتها العربية فى كل المحن والأزمات فقد كانت دائما صوتا للعقل والحكمة.
نقلاً عن الأهرام