بقلم - فاروق جويدة
بين الشعبين المصرى والتركى تاريخ يمتد مئات السنين ويصل إلى عائلات وأنساب وعلاقات اجتماعية ممتدة.. وتركيا دولة كبيرة وعريقة وقد ورثت إمبراطورية من أكبر وأعرق الكيانات الحضارية والسياسية فى تاريخ العالم.. من هنا تأتى زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان القاهرة ولقاؤه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهى زيارة تأتى فى ظروف صعبة أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من العدوان الإسرائيلى وما تشهده غزة من مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية وما يجرى فى اليمن والسودان وليبيا والعراق وسوريا وكلها أزمات تهدد أمن واستقرار دول المنطقة.. وتأتى العلاقات المصرية التركية فى مقدمة أولويات الزيارة خاصة أنها تأتى بعد سنوات من الفتور، ولا سيما أن الاستثمارات التركية فى مصر تشهد ارتفاعا كبيرا فى صناعات كثيرة.. وهناك اتجاه إلى تعاون بين البلدين فى الصناعات العسكرية. كما أن الزيارة بحثت الموقف فى ليبيا والعراق وسوريا مع اتخاذ مواقف واضحة من الدول الإسلامية فى قضية القدس.. لا شك أن زيارة الرئيس أردوغان القاهرة تمثل أهمية خاصة فى العلاقات بين البلدين الكبيرين، حيث إن ظروف المنطقة وما تواجهها من تحديات تتطلب تنسيقا وتعاونا فى كل المجالات.. إن تركيا دولة تتمتع بثقل دولى وهى تمثل ثقلا فى العالم الإسلامى وبينها وبين مصر تاريخ طويل من التواصل والتعاون بين الشعبين الشقيقين.. وتعد زيارة الرئيس أردوغان مصر وما تم من الاتفاقيات تحولا كبيرا على المستوى السياسى والاقتصادى والأمنى أمام تحديات صعبة تواجه البلدين خاصة أن موقع تركيا فى أوروبا يعتبر جسرا من الجسور المهمة مع الغرب.. إن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس أردوغان يفتح صفحة جديدة هى فى الحقيقة امتداد لتاريخ طويل بين مصر وتركيا من أجل مستقبل جديد.