بقلم : فاروق جويدة
حول ما كتبت عن تدريس لعبة الشطرنج وصلتنى هذه الرسالة:
< سعدتُ بقراءة مقالكم الرائع المعنون «بين الشطرنج والمراهنات»، والذى علمتُ منه عن قرار وزارة التربية والتعليم تدريس الشطرنج لأبنائنا.. وقد سررتُ بهذا القرار، إذ كان هذا اقتراحًا طرحته منذ سنوات بجريدة أخبار الأدب، من خلال مقال تمنّيتُ فيه أن يتم تعليم أبنائنا لعبة الشطرنج لما تتميز به من تربية اللاعب على الحذر، والتفكير المرتب، والتخطيط الذهنى العميق والدقيق، بدلًا من لعبة الطاولة التى تعوّد لاعبها على الاعتماد على الحظ والعشوائية!.
وقد قرأتُ فى صغرى مقالًا للمرحوم الأستاذ محمد حسنين هيكل بالعنوان الذى استخدمته أعلاه فى رسالتى لسيادتكم، والذى شرح فيه تحليلًا عن السياسات فى الدول الغربية مقارنة بما يجرى فى الدول النامية؛ حيث تقوم الأولى على التخطيط والتفكير الحذر والتحليل الدقيق لأى خطوة ترغب الدولة الغربية فى اتخاذها، كلاعب الشطرنج، بينما تقوم السياسة فى الثانية على العشوائية وعدم التنظيم وضربات الحظ، كلاعب الطاولة الذى ينتظر ما يقوله النرد لينفذه!
محمود عزت
سفير سابق بوزارة الخارجية
< أما أن الشطرنج لعبة بديعة تحرّك العقل وتشعل الخيال، فهذه حقيقة لا نختلف عليها .. ولكن هناك شيء يسمى «فقه الأولويات»، بحيث مثلا: أحرِم الأبناء من الطعام أو الدواء لكى أشترى لهم بسكلتة؟ أو أن أبيع الشقة لكى نشترى سيارة؟ أو أحرِم زوجتى من العلاج لنشترى أدوات تجميل؟.
الكتاب فى المدرسة يسبق الشطرنج، ودورة المياه مهمة.. وراتب المدرس الذى يكفيه هو أهم من كلمات التشجيع. يا سعادة السفير فى حياتنا أشياء كثيرة يجب أن نضعها فى أول القائمة. ومكتبة المدرسة التى عرفناها وهى أهم من صالات الشطرنج ومراهنات كرة القدم.