فاروق جويدة
لم يدق جرس التليفون طوال أيام العيد لم يعد هناك صديق يسأل أو زميل يقول كل سنة وأنت طيب..فقد ترك المنصب وبعد ان كان تليفون المنزل لا يكف عن الصراخ ليلا ونهارا بدأت الأيام تتقلب والأجراس تتراجع حتى صمت التليفون تماما..حتى العاملين في المكتب من الموظفين والسكرتارية والسعاة الجميع اختفى..سنوات طويلة والأجراس لا تتوقف صباحا ومساء حتى الأقارب كانت مطالبهم اليومية تسبب له صداعا دائما ومنذ رحل عن المكتب الأنيق والمنصب الرفيع تبرأ منه الجميع ولم يعد احد يسأل عنه..في صباح يوم العيد فوجئ بزوجته تقول له إن حامد سائقه في العمل جاء يزوره..خرج إلى الضيف الوحيد الذى سأل عنه..كان حامد رفيق رحلته في العمل صباحا ومساء وكثيرا ما سافر معه رحلات عمل طويلة..سأل عن أولاده وأحواله وانتهت الزيارة وقام يتصفح الجرائد والمجلات..لا شىء شد انتباهه حتى أنه اكتشف انه يقرأ صحف الأسبوع الماضى..يبدو ان زوجته بدأت تفكر في حياته في المنزل وقد يكون ذلك شيئا غريبا عليها فقد اعتادت على غيابه.. سألها قبل العيد اين سيقضى الأبناء إجازة العيد قالت في الغردقة وطبعا أنت عارف كل واحد ذهب مع أبنائه.. كان يسافر معهم في كل المناسبات فقد كان ينزل في ارقي الفنادق مع الأسرة كلها على حساب الشغل..والآن عليه أن يدفع..كانت زوجته مترددة وهى تقول إن احد الأبناء طلب منها ان تذهب معه إلى شرم الشيخ..كانت تعلم ان يريدها ان تجلس مع أبنائه الصغار وفى تساؤل غريب قالت فكرت أسافر ولكنى خشيت ان تغضب وإن كنت احتاج تغيير الجو..بهدوء شديد قال لها ليس هناك ما يغضبنى..سافرى معهم بألف سلامة فلا احد منهم طلب ان أكون معكم..لم تتردد كثيرا واتصلت بابنها المسافر بابا وافق على سفرى معكم وانتهت المكالمة..في اليوم التالى وقف في شرفة المنزل يتابع زوجته وهى تنزل إلى الشارع وابنها ينتظر بسيارته أسفل المنزل..ذهب إلى حجرة مكتبه فتح ألبوما من الصور حفل زفافه وأعياد الميلاد والأولاد والوزراء والسفراء وآخر صورة في حفل تكريمه بعد الاستغناء عن خدماته.. شعر بدوار