بقلم-فاروق جويدة
لا شك أن الإعلام أصبح طرفا أساسيا مؤثرا فى كل ما يحيط بنا من الأزمات وكانت الأزمة مع السودان أخر هذه الأحداث المؤسفة وكان لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس عمر البشير فى أديس بابا فرصة لتسوية أمور كثيرة بعد أن سحب السودان سفيره فى القاهرة..منذ فترة بعيدة وأنا أنبه إلى أن العلاقات مع السودان لها حساسية خاصة لأن السودان ليس جارا عاديا لمصر ولكن هناك جذور امتدت مئات السنين بين البلدين وهناك تلاحم بشرى بين الشعبين تجاوز كل حدود الخلافات مهما كانت كبيرة ولكن الذى استجد على المشهد هو تدخل الإعلام فى شئون البلدين بحيث لعب دورا كبيرا فى تشويه هذه العلاقات والوصول بها إلى درجة مؤسفة من التطاول والغريب فى الأمر أن الهجوم لم يكن مقصورا على بلد دون الأخر ولكن تبادل الاتهامات والمناوشات والمهاترات جاء من الجانبين..لقد جلس الرئيسان السيسى والبشير فى جلسة مباحثات تناولت كل ما تعرضت له العلاقات فى الفترة الأخيرة من الأزمات والمطلوب من الإعلام الآن أن يكون طرفا فى تصفية الخلافات وإطفاء الحرائق والعمل على خلق أجواء من الثقة تليق بما بين البلدين من علاقات ومصالح.. إن مصر لا يمكن أن تفرط فى السودان والسودان لا يمكن أبدا أن يضر بمصالح مصر ولهذا فإن السبيل الوحيد هو البحث عن لغة للمصالح تستفيد منها جميع الأطراف ولابد أن نراعى دائما أن فى مصر ملايين من الأشقاء السودانيين الذين اختاروا مصر وطنا وبيتا وأهلا وفى السودان جالية مصرية كبيرة وقد اختلطت العلاقات بين الشعبين وهناك أجيال متعددة جمعت دماء السودان ودماء مصر ولهذا ينبغى على الإعلام أن يدرك مسئولياته وأن يكون دائما عونا لأصحاب القرار فى اتخاذ ما يحرص على مصالح البلدين..من وقت لأخر تواجه العلاقات المصرية السودانية أزمة جديدة والغريب أن الإعلام دائما يكون سببا من أسبابها وهذه قضية لا بد أن تحسم فى المؤسسات الإعلامية فى البلدين لإيجاد صيغة للتعاون والحرص على مصالح الشعبين كثيرا ما كان الإعلام المصرى السودانى صاحب الدور الأكبر فى تشويه العلاقات بين مصر والسودان..
نقلا عن الاهرام القاهرية