بقلم - فاروق جويدة
نجحت إيران أن تكون صاحبة الدور الأول فى أحداث غزة واستطاعت أن تكون المتحدث الرسمى باسم الشعب الفلسطينى وتسوى كل خلافاتها مع أمريكا على حساب قضية العرب الأولى.. وعلى الجانب الآخر، فإن إسرائيل أصبحت تعانى الحصار الإيرانى على عدة جبهات تحركها إيران، وهى حزب الله فى لبنان والحوثيون فى اليمن بجانب العراق وسوريا .. واستطاعت إيران أن تدير الأحداث، وتدعى أنها لا تشارك فيها .. والواضح أن أمريكا نسيت السلاح النووى الإيرانى والتخصيب وبدأت تتفاوض مع إيران حول مضيق هرمز وباب المندب والحوثيين والبحر الأحمر والتجارة العالمية .. والغريب أن إيران تدعى أنه لا علاقة لها بكل هذه الأحداث، بما فى ذلك قرار حماس بالحرب مع إسرائيل فى ٧ أكتوبر..إن إيران تجيد اللعب مع الغرب، وكان الأستاذ هيكل يقول إن فى إيران مدرسة دبلوماسية لها تاريخ منذ أيام شاه إيران، وهى تتمتع بقدرات كبيرة فى التعامل مع الغرب، والواضح الآن أن إيران أصبحت لها كلمة فى كل ما يجرى من الأحداث فى العالم العربى، بما فى ذلك قضية فلسطين، الدليل أنها حركت أذرعها فى أكثر من دولة عربية ، ولن يكون غريبا أن نراها تتحدث باسم الفلسطينيين بعد انتهاء الحرب فى غزة .. لقد حاصرت إيران إسرائيل من أربع جبهات، من اليمن ولبنان وسوريا والعراق، ولا أحد يعلم حجم الدعم الذى قدمته لهذه الجبهات، مالا وسلاحا، وقد تأتى الأحداث بما هو أكثر .. إن إيران تلعب الآن لعبة خطيرة، حيث أصبحت طرفا وصاحبة كلمة فى قضايا العالم العربى.