بقلم -فاروق جويدة
تشهد القاهرة الآن واحدا من أكبر معارض الكتاب فى العالم وهو المعرض الذى يحمل رقم٥٥ .. وقد شهد معرض القاهرة للكتاب على مر السنوات أحداثا كثيرة، وزارته أفواج من المثقفين المصريين والعرب والأجانب، وشهد مئات الأمسيات والندوات مع رموز الفكر والمبدعين من نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وزكى نجيب محمود ويوسف إدريس وأنيس منصور وعبدالرحمن الشرقاوى ونزار قبانى ومحمود درويش.. وكان معرض الكتاب فى مصر مزارا لعشاق الثقافة طوال هذه السنوات، وكان المثقفون العرب يتوافدون إلى القاهرة مع افتتاح المعرض كل عام، وكم شهد لقاءات ومناظرات ومعارك للحوار والمعرفة.. وهذا المعرض يأتى فى ظروف خاصة تمر بها المنطقة أمام أحداث غزة والمعارك التى تدور فى أكثر من دولة والحشود العسكرية التى تتدفق وتشعل النيران فى كل مكان.. إن مئات الناشرين وآلاف الزوار ودور النشر يجتمعون فى هذه المناسبة لتشجيع القراءة وزيادة الوعى والثقافة.. إن معرض الكتاب فى مصر كان نموذجا اهتدت به دول عربية كثيرة، وبقى معرض القاهرة يحتل الصدارة دائما فى الأعداد والمشاركات والأهمية. إن ذلك يؤكد الريادة الثقافية لمصر وأنها مازالت تقدم الثقافة الرفيعة والإبداع الخلاق.. إن معرض الكتاب هذا العام يحمل أكثر من رمز وتأتى مملكة النرويج فى المقدمة كضيف لهذا العام ويأتى عالم المصريات الجليل سليم حسن ويعقوب الشارونى رائد الكتابة للطفل فى مقدمة المكرمين.. ويبقى أن معرض القاهرة للكتاب هو عُرس مصر الثقافى وهديتها للثقافة العربية.. بعد 55 عاما تضىء سماء القاهرة بواحد من أهم الإنجازات الثقافية التى تشارك فيها عشرات الدول ودور النشر وتتدفق الملايين كل عام إلى هذا العرس الثقافى الذى أصبح علامة فى تاريخ الثقافة.