بقلم فاروق جويدة
كلام خطير ومزعج أعلنته د. غادة والى وزيرة التأمينات ان 10% من المصريين يتعاطون المخدرات وان 25% من المصريين يدخنون وان الشخص الذى يتعاطى المخدرات ينفق شهريا 238 جنيها وان المدخن ينفق 199 جنيها، وهذه الأرقام تعنى ان فى مصر أكثر من 30% من السكان (أى 30 مليون مواطن) يدخنون المخدرات والسجائر ويدفعون مئات الملايين فى ذلك..ولنا ان نتصور لو ان متوسط إنفاق المواطن 300 جنيه شهريا على المخدرات والسجائر، أى عشرة جنيهات يوميا فهذا يعنى أننا أمام كارثة.. هنا لا بد ان نضيف إلى هذه الأرقام الآثار الصحية والاجتماعية وحوادث المرور والأمراض التى تصيب هذه الملايين من البشر.. لنا ان نتصور الأمراض الصدرية والنزلات الشعبية وتكاليف علاج هذا كله فى المستشفيات والأعباء التى يفرضها ذلك كله على ميزانية الأفراد والدولة.. ان الأخطر من ذلك كله ان تقول وزيرة التأمينات ان 24% من سائقى السيارات يقودون تحت تأثير المخدرات وربما كان ارتفاع نسبة حوادث المرور فى مصر بسبب ذلك أمام آلاف الضحايا الذين يتساقطون فى الشوارع وعلى الطرق وفى حوادث القطارات..ان مثل هذه الكوارث تعكس فكرا وسلوكا وهنا لا ينبغى ان يتوقف الأمر على إجراءات الدولة والأمن والمحاكم والعقوبات ولكن أين الأسرة؟! وأين المساجد والكنائس ورجال الدين؟! وأين جهود الإرشاد والتوجيه من مؤسسات التوعية فى عشرات المجالس والتجمعات الخاصة بالطفولة والمرأة والشباب ومقاومة المخدرات والتدخين وكلها ظواهر اجتماعية تعكس خللا فى السلوك والتربية؟!.هناك عشرات الأجهزة التى تتحمل مسئولية مقاومة المخدرات ولكن ماذا عن ظواهر اجتماعية انتشرت بين الشباب مثل تدخين الشيشة خاصة بين الفتيات؟ وأين الرقابة على المقاهى فى الأحياء الشعبية وهى تقدم المخدرات جهارا نهاراً؟ وأين الإعلام المصرى فى مناقشة مثل هذه القضايا وتوعية الشباب خاصة ان أعلى نسبة التدخين وتعاطى المخدرات بين الأجيال الجديدة التى تمثل مستقبل هذا الوطن..لاشك ان ذلك كله استنزاف لموارد الأسرة المصرية وعدوان صارخ على صحة المواطنين وقبل هذا كله ماذا تنتظر من انسان ترك عقله للمخدرات.