بقلم فاروق جويدة
لم يوجد مصرى واحد لم يحزن على الدماء التى سالت في ميدان رابعة العدوية وسوف تبقى ذكرى هذا اليوم في قلوب المصريين جميعا لحظة دامية وإذا كانت الذكريات تعيد الأحزان فيجب ان تكون فرصة لكى يحاسب كل طرف نفسه وكيف شارك في هذه المأساة..
هل كان من المنطق ان يجمع الإخوان المسلمون هذا الحشد من الشباب والأطفال والنساء من قرى مصر في تحد سافر للدولة ايا كانت الأسباب وتتحول الأزمة إلى كارثة أمام الحشود والتكدس والسلاح ومحاولة الاستيلاء على مواقع اخرى..هل كان من الحكمة التفكير في إعلان إقامة ولاية إسلامية في قلب القاهرة ترفع راية الإسلام وكأن مصر ليست دولة إسلامية منذ 1400 سنة بل انها من أهم وأقدم عواصم الدعوة الإسلامية في العالم..هل كان من المنطق ان تستعد جماعة الإخوان المسلمين للدخول في معركة مع جيش مصر وكأنه من الأعداء وهل من العقل أن تدفع بالنساء والأطفال لمواجهة جيش نظامى مسئوليته الأساسية حمايتهم والدفاع عنهم..هل كان من المناسب ان تنطلق أصوات زعامات الإخوان الذين يتمسحون في الدين تطالب بالقصاص من الشعب المصرى وتدعو لمواجهة السلطة وتجميع الأسلحة مع الأطفال والنساء..هل كان من المنطق أو الدين رفض الانسحاب من الميدان لتحويل هذه الحشود إلى قضية دولية تطالب بحقوق الإنسان والحريات الدينية وهل في مصر أكثر من المساجد ودور العبادة..كيف طلب قادة الإخوان أن تلتحم حشود النساء والأطفال مع قوات الأمن وكل الطرق مفتوحة أمامهم للانسحاب بسلام وإخلاء الميدان..لقد اعترف بعض شباب الإخوان أخيرا بأن كل أنواع السلاح كانت مع المحتشدين في رابعة وماذا ينتظر هؤلاء من قوات الأمن التى انتظرت على هذه المأساة أسابيع كاملة..ان أهم ما يمكن ان نستدعيه في ذكرى أحداث رابعة انه يمثل الفكر الحقيقى للإخوان بكل ما فيه من الدم والفشل والمكابرة..لا خلاف بيننا ان الحدث مروع وان الضحايا أبرياء سواء من سقطوا من الإخوان أو من رجال الأمن والمدنيين ان السؤال هنا من كان السبب في الكارثة ومن هو المجرم الحقيقى في هذه المأساة؟ إذا كان الحساب ضرورة فليحاسب الإخوان أنفسهم.