بقلم فاروق جويدة
مرت ذكرى رحيل الموسيقار رياض السنباطى فى الاسبوع الماضى دون أن يحتفل بها أحد وكان السنباطى موهبة فذة لم يأخذ حقه فى حياته ولا فى رحيله ولا فى الاحتفال بذكراه.. كان شامخا فى كل شئ فى ترفعه وزهده وقناعاته..قبل ان يرحل قررت الدولة فى ذلك الوقت أن تكرمه فى عيد الفن وكان سعيدا بهذه المبادرة ولكن حدث ما أفسد كل شىء فقد اتصل به د.رشاد رشدى وأخبره بحفل التكريم وطلب منه ان يغنى بناء على رغبة الرئيس السادات اغنية إله الكون انا حيران لأنه كان يغنيها فى سجنه وانفعل السنباطى وقال لرشاد رشدى هل من أجل التكريم اغنى فى هذا العمر وانا رجل مريض..ورفض السنباطى الغناء وسحبت الدولة التكريم..حين اشتد به المرض وكان يعانى من الربو اتصل به مكتب حاكم عربى وأخبره ان الحاكم أصدر قرارا بعلاجه فى أحد المستشفيات المتخصصة فى سويسرا وبدأ السنباطى يعد أوراق السفر وترتيبات الرحلة وطلب من مدير مكتبه ان يتحدث الى الحاكم لكى يشكره على هذه المبادرة الطيبة ولكن مدير المكتب قال هذا أمر صعب لأنه مشغول وما كان من السنباطى الا أن رفض الدعوة والسفر والرحلة كلها..ومات السنباطى ولم يذهب للعلاج فى سويسرا وقد أخلص السنباطى لفنه حكى لى قصته مع الاطلال قال أجريت عدة بروفات مع أم كلثوم لقصيدة الاطلال وفى كل مرة كانت تؤجل غناءها.. وفوجئت بها تغنى انت عمرى وقلت هل بعد أن غنت هات عينيك تسرح فى دنيتهم عنيه يمكن ان تغنى الاطلال..
وفى إحدى حفلاتها قررت أن تغنى الاطلال وكنا قد أجرينا لها اكثر من ٢٤ بروفة فى فترات مختلفة..ونجحت الاطلال نجاحا مذهلا.. عاش السنباطى سنوات بعد رحيل ام كلثوم فى حالة حزن شديد لأنه كان يقول من أين لى بصوت يحمل الحانى مثل ام كلثوم كنت سعيدا بهذه الرفقة الجميلة فى مشوارى مع أم كلثوم و رامى حيث الكلمة والصوت العبقرى و النغم الجميل والاصيل..كان السنباطى يتمتع بصوت حساس وكان يقول ان عبد الوهاب اجمل صوت رجالى فى تاريخ الغناء العربى