بقلم - فاروق جويدة
يحتل البحر الأحمر مكانة خاصة فى تاريخ مصر القديم والحديث, لذلك فإن اهتمام مصر بما يجرى فيه يؤكد أهمية هذا المعبر المائى الذى شهد أحداثا تاريخية كثيرة .. ومن هنا وكذلك كان اهتمام مصر بالبحر الأحمر والدول التى تمتد على شاطئيه وكان اهتمام مصر بالصومال وما شهده من أحداث داخلية تركت آثارا بعيدة على الشعب الصومالى وما شهده من انقسامات وحروب وحركات انفصالية وأطماع تهدد وحدته .. من هنا كان تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أثناء زيارة الرئيس الصومالى القاهرة أن استقرار الصومال قضية لا تخضع لأى مساومات وأن على جميع الأطراف أن تدرك أن التدخل فى شئون الصومال أمر مرفوض وأن العدوان على الأراضى الصومالية قضية محسومة .. إن مصر كانت دائما تهتم بما يجرى فى الصومال وكان اغتيال السفير كمال الدين صلاح منذ سنوات من الأحداث المهمة فى العلاقات بين مصر والصومال خاصة أن الرجل قدم خدمات كثيرة للشعب الصومالى فى التعليم والصحة واللغة العربية والأنشطة الاقتصادية ، وكان رمزا من رموز الدبلوماسية المصرية فى عصرها الذهبى، وما أحوجنا إلى هذه النماذج التى شاركت بدور كبير فى تأكيد دور مصر فى إفريقيا، وكان مرشحا فى يوم من الأيام ان يكون وزيرا للخارجية لولا اغتياله فى الصومال.. ولم يكن غريبا أن يصبح زوج ابنته الصديق أحمد أبوالغيط وزيرا للخارجية ثم أمينا لجامعة الدول العربية .. اهتمت مصر بما وصلت إليه الأحوال فى الصومال والأطماع التى تهدد أمنها وما حدث أخيرا من اتفاقيات مشبوهة مع إثيوبيا تهدد وحدة الشعب الصومالى .. كما كانت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى حول موقف مصر وأنها ترفض أى عدوان على أرض الصومال تأكيدا لأهمية البحر الأحمر والقرن الإفريقى وباب المندب والصومال الدولة العربية الشقيقة وما تحمله العلاقات بين البلدين من تاريخ حافل من المصالح والمسئوليات.