بقلم - فاروق جويدة
مازلت أعتقد أن الخلط بين العلم والدين فى قضايا التاريخ والتراث قضية لا ينبغى أن نخلط فيها بين حقائق الدين واجتهادات العلم لأن لكل مجال من يفهم فيه..
< لقد قرأت باهتمام ما كتبتموه فى عمودكم بالأهرام (هوامش حرة) تحت عنوان (بين العلم والدين) وقد رأيت فى إحدى الدول العربية معجزة ربانية لا تقل عن معجزة شق البحر ومذكورة فى القرآن الكريم ولقد وثقتها فى كتاب لى بعنوان (مِدَادُ البحر .. فنون وآداب مُنْدَمَجَة للشباب)،وهو كتاب يندرج تحت أدب الرحلات وفى الكتاب موضوع بعنوان (القرية العجيبة)وهى قرية حجرية أثرية بسلطنة عمان رأيتها(مقلوبة) بصورة (مذهلة) و(مرعبة)، إذ يُدرك من يراها بمجرد النظر أن لا تستطيع قوة مهما بلغ مداها أن تجعل عَالِيَهَا سَافِلَهَا إلا قدرة الله عز وجل خالقنا.. فأسقف كل مبانيها كانت مغروسة تحت فى الأرض!،أما قواعدها المقلوبة فكانت فوق تحل محل السقف!؛بل وتظهر فوقها ملتحمة بها بقوة طبقة سميكة من الأرض الصلبة الممتدة ـ كقطعة واحدة ـ لتشمل كل مساحة القرية، ويبلغ ارتفاعها نحو مترين!.. وتبدو القرية المقلوبة وكأنما جَرَّفَتْها جرافة عظيمة وعملاقة قوتها جبارة من تحت قواعدها، وإلى فوق رفعتْها وقلبتْها لتُسقطها!. ارتجفتُ من هول ما رأيتُ!، وامتلأ قلبى بالرعب، وقد كنتُ وقتئذٍ على سفر داخل السلطنة، وسألتُ من كانوا معى من الإخوة العمانيين عن اسم وأصل تلك القرية وعن سبب انقلابها، قالوا:«لا نعلم»!، مع أنها كانت محاطة بأسلاك شائكة معدنية كما يُفعَلُ فى العصر الحديث مع المحميات الطبيعية، لكن لم يكن بجوارها أى لافتات توضيحية بلغتنا العربية أو بأى لغة أجنبية!.. إن عملية انقلاب تلك القرية المجهولة التى لو كانت لدى إحدى دول الغرب لعملوا عليها دراساتٍ تاريخية وأبحاثا دينية، ولصنعوا لها أفلاما تسجيلية، ولجعلوها مزارا سياحيا فريدا ذا أهمية يستقطب نسبة كبيرة من السياحة العالمية.. إنها آية سماوية للناس كل الناس
خالد خليل الصّيحى