بقلم - فاروق جويدة
غيرت الحرب فى غزة حسابات كثيرة فى العالم، سوف تطيح الحرب برءوس كثيرة فى أكثر من دولة، وسوف تغير الكثير من المواقف، سوف يرحل عدد كبير من زعماء العالم الذين تورطوا فى حرب غزة .. أول الراحلين هو الرئيس بايدن وقد انتهى تاريخه السياسى على أطلال غزة، وسوف يلحق به نيتانياهو الذى لم يحقق هدفا واحدا من أهدافه، سوف ينضم إلى قائمة الراحلين كل من صمت أو تواطأ أو شارك فى بداية الحرب وقدم المال والسلاح والدعم، فى مقدمة هؤلاء إنجلترا وفرنسا وألمانيا .. وأمام هذه العواصف سوف تخرج أجيال جديدة من آلاف الطلاب الذين خرجوا يرفضون مذابح الأطفال فى غزة، وهذه الأجيال التى دافعت عن حق الشعب الفلسطينى فى وطنه وحريته غيرت كل الحسابات أمام أجيال أدمنت القتل والدمار .. إن حرب غزة قد تكون صحوة للضمير الإنسانى الذى ضاع تحت أقدام الدبابات والطائرات والقنابل المحرمة دوليا .. إن عصر تكنولوجيا الموت وجحافل الطغيان لابد أن تتوارى لتتقدم الصفوف أجيال تؤمن بحقوق الإنسان فى الحرية والكرامة، أما تجار الدماء الذين دمروا غزة وقتلوا أطفالها فسوف يلقون مصير عصور مضت أخذت مكانها فى عالم فقد الإنسانية والرحمة، سوف تلقى غزة لعنات شعبها على كل من استباح حرية شعبها وحقه فى الحياة .. هناك أجيال خرجت تغير كل ما أصاب الإنسانية من الكوارث والأزمات والمحن، وللزمن دورات وكل من ظلم أو قتل أو تآمر عليه أن ينتظر نهايته.. لا يمكن أن تستمر روح العنف التى تسيطر على سلطات الحكم فى العالم ما بين الإرهاب والاستبداد والإبادة .. نحن أمام عالم فقد كل مقومات الإنسانية وجاء الوقت لكى تتصدر المشهد أجيال جديدة تفتح آفاقا للأمن والاستقرار وحق كل إنسان فى الحرية والكرامة ويكفى أجيال الطغيان ما دمرت..