بقلم - فاروق جويدة
هى المرة الأولى التى تواجه فيها إسرائيل العالم كله .. لقد تمادت إسرائيل فى وحشيتها وتصر على القضاء على الشعب الفلسطينى وتهجيره من أرضه.. والغريب أن تتحدى إسرائيل العالم كله بما فى ذلك أمريكا سيدة العالم والدولة التى تقدم لإسرائيل كل ألوان الدعم عسكريا واقتصاديا وسياسيا وإعلاميا ، ولكن إسرائيل هى الدولة الوحيدة التى ترفض مطالب أمريكا.. إن إسرائيل لم تعترف بمجلس الأمن ولا محكمة العدل الدولية ولم تسمع أصوات الملايين الذين خرجوا فى عواصم العالم ينددون بوحشية إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.. كثير من الناس يتساءلون: من أين جاءت إسرائيل بهذه القوة رفضا ووحشية؟! وكيف لا تسمع أوامر أمريكا، وكيف لا تعمل حسابا للملايين من شعوب أوروبا وهم ينددون بها فى كل عواصم العالم؟ وما هى الجهة القادرة على ردع إسرائيل؟ لقد تمادت فى وحشيتها وتحاول تهجير شعب كامل من أرضه وترفض إقامة دولة فلسطين، وبعد خمسة أشهر من صمود المقاومة مازالت إسرائيل تقدم للعالم أسوأ ألوان القتل والدمار والتعذيب.. إن حماس مازالت صامدة تقاوم ومازال الشعب الفلسطينى يقاوم، ولكن إسرائيل لا تجد من يحاسبها أمام عالم أدمن الموت واحترف الدمار.. إلى أى مدى يصل الخلاف بين أمريكا وإسرائيل؟ وماذا يفعل العالم العربى فى قضية فلسطين وهى تتلاشى فى مواكب القتل والدمار؟ وما هى أطماع إسرائيل فى الدول العربية بعد أن تلغى فلسطين من خريطة العالم وتتفرغ لبقية الدول العربية؟ لقد خرجت إسرائيل من درس غزة خروجا مهينا أمام حالة من الكراهية من كل شعوب العالم.. وقد تكشفت حقيقة هذا الكيان الهمجى أمام شعوب العالم فى لحظة تاريخية فريدة.