بقلم - فاروق جويدة
إسرائيل تعيش صدمة ٧ أكتوبر حتى الآن، لأنها فشلت فى أن تحقق هدفا واحدا من أهداف الحرب ، فمازالت المقاومة صامدة ومازالت حماس تحارب وتصيب أهدافا قاتلة، ولم تستطع إسرائيل أن تفرج عن الأسرى .. وانقسم المجتمع الإسرائيلى على نفسه بين متدينين وعلمانيين، والأخطر من ذلك أن حشودا من الإسرائيليين بدأت تفكر فى الهجرة إلى أمريكا وألمانيا ودول أخرى .. إن الوحشية التى تواجه بها إسرائيل حشود المقاومة التى تحارب بضراوة تؤكد أن حالة من الإحباط والجنون أصابت القيادات الإسرائيلية على كل المستويات، وأن نيتانياهو قرر أن يلقى بآخر الأوراق حتى لو كان الثمن نهاية إسرائيل .. لقد تنبأ كثير من المفكرين والساسة أن المشروع الصهيونى سوف ينتهى عاجلا أو آجلا، ويبدو أن النهاية اقتربت، ولن تكون غزة آخر جولات الحرب، ولكن إسرائيل سوف تكون آخر جولات الصراع العربى الإسرائيلى كما تنبأ المفكر المصرى عبد الوهاب المسيرى فى موسوعته عن الصهيونية بنهاية إسرائيل .. لقد خسرت إسرائيل أشياء كثيرة فى حربها مع غزة وأصبح من الصعب على الجيش الذى لا يقهر أن يسترد نفوذه فى المنطقة وأن عودة فلسطين العربية سوف تكون ثمن غطرسة إسرائيل ووحشيتها، خاصة أن إسرائيل لن تنتحر وحدها ولكن «طوفان الأقصي» سوف يأخذ معه أمريكا، وكم من الإمبراطوريات التى انتهت حين غاب العقل وسادت الوحشية .. لقد أسرفت إسرائيل بدعم أمريكى فى جنونها ووحشيتها وعادت بالتاريخ إلى عصور الهمجية والوحشية وسوف تلقى المصير نفسه وتدفع الثمن نفسه الذى دفعه تجار الحروب فى عصور سبقت.