بقلم فاروق جويدة
يبدو أن هيلارى كلينتون تقترب الآن من البيت الأبيض ومن الواضح ان امامها فرصة كبيرة ان تكون أول أمرة تتولى رئاسة اكبر دولة فى العالم ويبدو ايضا انها تحمل بشائر طيبة للشعب الأمريكى على أساس ان زوجها كان من أهم رؤساء أمريكا وشهدت سنوات حكمه أزهى فترات الاقتصاد الأمريكي.. أمام السيدة هيلارى فرص كبيرة فقد كانت فى المطبخ السياسى سنوات حكم زوجها وكانت شريكا مباشرا رغم الصعوبات والأزمات التى واجهتها كزوجة فى قضية زوجها الشهيرة.. ولا شك ان بيل كلينتون سوف يكون له دور كبير بجوار زوجته اذا وصلت إلى منصب الرئاسة ليعود مرة أخرى إلى البيت الأبيض زوجا للرئيسة ولا شك ايضا ان رصيد بيل كلينتون وسنوات حكمه سوف تشجع الشعب الأمريكى على اختيار هيلارى هذا بجانب الدعم الواضح من الرئيس اوباما وهو فى اقل الحالات سوف يضمن لها أصوات السود فى امريكا .. اما المرشح الأخر دونالد ترامب فيبدو ان تاريخه فى عالم النساء والخمر والجنون سوف يبعده كثيرا عن البيت الأبيض وان أمواله الضخمة لن تحمله إلى المنصب خاصة انه ظهر بصورة سيئة أمام الإعلام ليس فى أمريكا وحدها ولكن أمام العالم كله .. ان الشىء المؤكد ان العالم العربى يحمل بعض الذكريات الطيبة مع بيل كلينتون وزوجته فقد كانا متعاطفين بصورة ما مع الشعب الفلسطينى وكانت هناك فرصة كبيرة للتفاوض مع الزعيم الراحل ياسر عرفات ولكن المهمة لم تنجح وبجانب هذا فان تاريخ كلينتون مع العرب لم يكن سيئا مثل خليفته بوش الذى ترك للعرب تراثا طويلا من الكراهية أمام احتلال بغداد وتدمير العراق وما ارتكبه بوش من كوارث وأزمات .. ان وصول هيلارى كلينتون إلى البيت الأبيض ربما يكون بداية جديدة لمرحلة أكثر هدوءا وإنسانية فى تاريخ أمريكا خاصة ان سنوات الرئيس أوباما سحبت الكثير من رصيد الإدارة الأمريكية امام العالم .. وقبل هذا كله فهى فرصة لاختبار قدرات النساء فى حكم اكبر دول العالم وقد يكون نجاحها طريقا جديدا لعالم أكثر إنسانية فى حكم النساء.