بقلم - فاروق جويدة
رحل عجوز السياسة الأمريكية وأحد أبطال اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل .. رحل هنرى كيسنجر وهو يشاهد مذابح غزة فى آخر مشاهد الوحشية الإسرائيلية .. كان متشائما وهو يحتفل بعيد ميلاده المائة منذ شهور قليلة وكان يتوقع حربا عالمية ثالثة .. ورغم أنه كان وراء إنجازات سياسية ضخمة فى تاريخ أمريكا ابتداء بالعلاقات مع الصين وانتهاء بالسلام بين مصر وإسرائيل الا أنه اختفى من الساحة منذ فترة طويلة وشهد من بعيد كوارث أمريكا فى العراق وأفغانستان وسوريا وأخيرا مذابح غزة التى شاهدها فى أيامه الأخيرة .. كتب كيسنجر صفحات كثيرة فى تاريخ مصر وكان وراء إنقاذ إسرائيل فى حرب أكتوبر .. وربطت بينه وبين الرئيس السادات علاقة قوية وكان له دور كبير فى الأحداث حربا وسلاما .. وفى تقديرى أن علاقته ودوره مع السادات كان على حساب علاقة السادات وهيكل خاصة فى قضية السلام مع إسرائيل لأن هيكل كان يرفض ما حدث عندما تصور السادات أن فى يد أمريكا كل خيوط اللعبة .. رحل كيسنجر أشهر اللاعبين فى سياسة أمريكا الخارجية وأخطر من خدم إسرائيل فى كل المجالات عسكريا وسياسيا .. وحياته قصة طويلة شهدت أحداثا كثيرة وكانت له بصمة فى تاريخ مصر فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات وسوف يتوقف التاريخ عنده كثيرا .. لم يكن دور كيسنجر هامشيا ولكنه اقترب كثيرا من سلطة القرار فترة طويلة وما زالت آثار دوره تترك آثارا بعيدة فى كل ما يجرى من الأحداث..