بقلم - فاروق جويدة
كان كاتبنا الكبير عباس محمود العقاد يمر بأزمة ماليه اضطرّته أن يبيع جزءا من مكتبته، وعلم أنيس منصور بالقصة فذهب إلى مصطفى امين الذى أرسل٢٠٠ جنيه إلى العقاد، ولكن العقاد رفض ان يأخذ المبلغ من انيس منصور، وقال له أنيس إنه مبلغ تحت حساب مقالاتك فى الأخبار، فقال له العقاد أنا لا أحصل على مقابل لمقالات لم أكتبها بعد، وكان يحصل على خمسين جنيها فى المقالة قال انيس منصور واعدت المبلغ لمصطفى امين .. تذكرت قصة العقاد وانا أقرأ كلمات دامية للصديق العزيز محمد امين فى المصرى اليوم، وكيف قدم مكتبته ومكتبه لبواب العمارة فى آخر ايام شهر رمضان المبارك معلقا أن الطعام اهم من الثقافة، وأن البطون أهم من العقول .. اعترف بأن كلمات محمد امين البديعة والمرة فى نفس الوقت عادت بى إلى محنة الكاتب الذى يحترم قلمه، وكيف تسربت منه سنوات العمر وهو يواجه تحديات الزمن ومطالب الحياة، رغم أنه يشاهد حوله عشرات العملات الرديئة وهى تتصدر المشهد وتبيع شرف الكلمة بأبخس الأسعار .. فى روسيا حين كانت شيوعية كانوا يضعون الكتاب والفنانين والمبدعين فى اول الصفوف، ورغم أن العقاد كتب مقدمة كتاب فلسفة الثورة لجمال عبّد الناصر إلا انه غضب عليه بعد ذلك، فى حين كان كريما مع طه حسين وتوفيق الحكيم، وكان يعطى كل واحد منهما٢٠٠٠ دولار فى رحلته الصيفية إلى أوروبا .. صديقى العزيز محمد أمين كلماتك أدمت قلبى فى هذه الأيام الموحشة وانت تعلم أن قلبى متعب من زمان..