بقلم - فاروق جويدة
حين وصف الخالق سبحانه وتعالى رسولنا الكريم قال تعالى «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، أى أن الأخلاق هى أعظم هبات السماء للبشر ، وأن سيد الخلق عليه الصلاة والسلام كان أكمل الناس أخلاقا ، وحين أراد المصطفى عليه الصلاة والسلام أن يحدد للناس رسالة الإسلام قال «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».. وما بين وصف الخالق سبحانه أخلاق نبيه ووصف النبى رسالته تصبح قضية الأخلاق جوهر رسالة الإسلام بما يعنيه ذلك من أخلاق البشر وسلوكهم فى هذه الحياة .. إن الأخلاق بهذه المعانى هى سلوك الإنسان ومعاملاته وموقفه من الآخرين الذى ينبغى أن يتسم بالرحمة وحسن الخلق والبر والتقوى، مما يجعل الحياة أكثر إنسانية .. ولم يتوقف الأمر عند أخلاق البشر ولكنه امتد إلى الرحمة وهى لا تخص البشر وحدهم ولكنها تشمل كل الكائنات التى خلقها الله على الأرض، وهنا يصف الخالق سبحانه نبيه عليه الصلاة والسلام «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» أى الإنسانية كلها وليس للمسلمين فقط الذين اختاروا الإسلام دينا .. أى أن الرحمة من سنن الحياة وهى ليست للبشر وحدهم ولكن الرحمة تجمع كل مخلوقات الله وما بين الأخلاق والرحمة تتجسد رسالة الإسلام من أجل رفاهية الإنسان أن يكون خلوقا رحيما مترفعا عن الأهواء والنزوات .. ومن هذه الشواهد فإن الإسلام فى جوهر حقيقته دعوة للأخلاق وطريق للرحمة بكل ما يعنيه ذلك سلوكا وإيمانا وترفعا وهداية.. إن البعض يتصور أن الإسلام مجرد طقوس وعبادات , رغم أن المعاملات فى الإسلام تأخذ الجزء الأكبر والعبادات أقل كثيرا فى الفرائض .. وهنا يجب أن ندرك أن الإسلام دين أخلاق ورحمة.